هادي: الذين يوجهون الرصاص لبعضهم البعض في «دماج» سيندمون
جدد الرئيس عبدربه منصور هادي تحذيره من استمرار المواجهات في بلدة دماج بمحافظة صعدة شمالي البلاد، ووصفها بـ«الفتنة الخبيثة».
جاء ذلك خلال حضوره اليوم الخميس احتفالاً أقيم بالأكاديمية العسكرية العليا احتفاءً بذكرى الاستقلال وبتخريج عدد من الدورات العسكرية من كلية الحرب العليا وكلية الدفاع الوطني وكلية القيادة والاركان، حسبما أرودته وكالة الأنباء الحكومية.
ودعا هادي طرفا الصراع في دماج إلى وقف فوري لإطلاق النار، وقال إنهم لن يحصدوا إلا الندم والخسران باستمرار مواجهاتهم العبثية».
وقال «ما يحدث هناك من مواجهات يدمي القلب والعين ويؤجج لفتنة خبيثة ستعم مناطق كثيرة ولا بد للطرفين ان يفتحا المجال للقوات المسلحة لأخذ مواقعها في الأماكن التي يتمترسان فيها».
وأضاف «قوات الدولة والشعب هي المعنية بوقف هذه المحنة ولو ان الطرفين استفادا من دورس الماضي لأدركا ان مثل هذه المواجهات المؤلمة لا تنتهي بمنتصر ومهزوم بل بخسارة تعم الجميع».
وما تزال معارك طاحنة تدور رحاها في بلدة دماج التي تسكنها جماعات سلفية وجماعة الحوثيين المسلحة، وسقط المئات بين قتيل وجريح من الطرفين.
وقتل قبل يومين نجل زعيم السلفيين في دماج برصاص الحوثيين، ودخلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر البلدة خمس مرات، نقلت خلالها 123 جريحاً، إضافة إلى خمسة أطفال من مناطق أخرى في صعدة.
ولم تتمكن اللجنة الرئاسية من وقف المعارك، واستطاعت أكثر من مرة من تعليقها، لكنها ما عادت للانفجار مجدداً.
وقال الرئيس هادي إن الجيش سيظل العنوان الأبرز للوحدة الوطنية «وان كانت طرأت عليه في الفترات الماضية بعض الاختلالات في هذا الجانب فانه اليوم يتعافى منها بفضل ما تم انجازه حتى الان من خطوات على صعيد اعادة الهيكلة».
واستطرد «انني على ثقة ان ما بدأناه سنستكمله في الفترة القادمة على أفضل وجه ممكن بحيث نجد أمامنا جيشاً وطنياً بكل معنى الكلمة وها هي خطوة اختيار طلاب الكليات العسكرية وفق حصص محددة للمحافظات تتم بنجاح كبير».
وقال إن عوائق مصطنعة تقف أمام المحطة الأخيرة لمؤتمر الحوار وامتدت الى مختلف جوانب حياتنا من خلال استهداف الخدمات العامة ومن خلال عمليات القتل الممنهجة سواء لرجال الامن والجيش او للمدنيين والسياسيين ومحاولات نشر الفوضى في الشارع اليمني عبر الاضرابات وغيرها.
وأضاف «هناك ممارسات سلبية تهدف الى ارباك عمل الحكومة دون اي تقدير للظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي تمر بها الدولة لكنني على ثقة ان شعبنا بارادته الصلبة التي تجاوز بها أزمات سابقة أكثر تعقيداً وأكثر صعوبة سيتجاوز ما يخطط له البعض من محاولات لجر عجلة التاريخ الى الوراء».
وتابع «علينا نتذكر دوماً ان شباب اليمن لم يخرج الى الساحات في فبراير 2011م إلا بعد ان وصل الانسداد السياسي الى منتهاه والاختلالات الامنية الى مستوى كبير والاوضاع الاقتصادية الى أسوأ حالاتها فيما كانت التنمية والسياحة والاستثمارات قد توقفت كلياً».
وقال «لا ابرئ بعض التقصير في أداء الحكومة وسببه الاساسي التأثير الحزبي مع انني اشرت عدة مرات بأن تنسى انها تمثل أحزابها».
واستعرض الرئيس هادي ذكرى الاستقلال في حياة اليمنيين بعد أن رحل آخر جندي بريطاني وطوي حقبة الاستعمار وإلى الأبد ونبدأ مرحلة بناء الدولة الوطنية في جنوب الوطن فيما كانت الجمهورية الفتية في شمال الوطن تواجه هجمة شرسة من مخلفات نظام الإمامة البائد.