ألناشط الحوت :ألشهيد عبدالهادي الجريري موضع فخر أبناء كفرعانا ومخيم الحسين
اخبار الساعة - عباس عواد موسى بتاريخ: 20-12-2013 | 11 سنوات مضت
القراءات : (13598) قراءة
ألناشط الحوت :ألشهيد عبدالهادي الجريري موضع فخر أبناء كفرعانا ومخيم الحسين
عباس عواد موسى
مخيم الحسين , رابع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن من حيث تعداد السكان . غالبيتهم من اللد . وفيه عدة أسر قليلة من قريتي كفرعانا التي تتوسط الطريق بين اللد ويافا . ومن هذه الأسر أسرة السيد موسى ذيب الحوت الذي يعتبر من أبرز نشطاء هذا المخيم منذ تأسيسه عام1952 فقد ترأس النادي لدورتين متتاليتين ( 1978 - 1982 ) . وهو رياضي بارز فقد خدم في أربعة إتحادات رياضية هي رفع الأثقال وكمال الأجسام , الجودو , المبارزة واتحاد كرة الطائرة التي يعشقها ومدة خدمته فيها حوالي ربع قرن . ولا يقل عدد قاطني المخيم عن خمسين ألف نسمة ولما اكتظ بالسوريين ارتفع عددهم إلى عشرة آلافٍ آخرين فأصبح اللاجيء الفلسطيني يستضيف عنده لاجئاً سورياً . ويقول الحوت إن السكان أخذوا على عاتقهم المساهمة في تقديم كل ما بوسعهم للضيوف السوريين الأكارم ويضرب مثلاً زوجته التي تقدم لهم ما تقدم لبيتها .
ألنادي يمثل حاضنة للاجيء الفلسطيني . تخرّج منه قياديين قوميين بارزين منهم محمد النواس وعلي سرحان وهما الآن في ذمة الله ومنهم شقيق المتحدث الشهيد يوسف ذيب الحوت الذي استشهد في مدينة الخليل قبل نحو الخمس سنوات وتم تشييع جثمانه هناك في مدينة خليل الرحمن . وهو الإبن الأصغر لهذه الأسرة .
يقول الحوت إن ولاء اللاجئين الفلسطينيين قد تحول من التيار القومي واليساري لتصبح القيادة بيد التيار الديني الجهادي وذلك عقب إخفاق حدوث أي نتيجة لمسيرة ثورته الشعبية السابقة منذ نكبته عام 1948 . ومن هنا جاء حديثي معه في نادي المخيم عقب استشهاد عبدالهادي إبراهيم الجريري أحد أبناء قرية كفرعانا والذي يقطن ذووه في المخيم .
كفرعانا , هي إحدى قرى منطقة يافا . وكان للناشط الإجتماعي موسى الحوت وهو أحد أبنائها شوقاً لرؤيتها . تحقق له ذلك , عندما أوفده بنك الإسكان الذي كان يعمل في أحد أقسامه إلى الضفة الغربية للتدقيق على فروعه هناك . واقتنص فرصة وجوده فزارها ليجد الصهاينة يسمونها كفار عانا . يضيف : وشاهدت أثر منزلنا ومنزل دار عمي أحمد عبدالسلام . كما وشاهدت أثر بيارتنا التي تقع ضمن حدود القرية .
في القرية , أكبر مخبز صهيوني . رأيت فيه موقفاً تصطف فيه أكثر من ألف مركبة لتوزيع الخبز . وأما أرض القرية فلم تعد إلا أطلالاً كما رأيتها حينئذٍ عام 1995 . ويستطرد بأنه كان موضع ترحيب من قبل العرب الفلسطينيين في كل مدن فلسطين الساحلية التي زارها كذلك . وهناك التقى بأهالي القرية القلائل الموجودين في بير زيت ورام الله واختتمت زيارتي بلقاء الراحل ياسر عرفات .
والآن يعلن الناشط الحوت عضو لجنة خدمات المخيم أن الشهيد الشاب عبدالهادي إبراهيم الجريري هو موضع فخر واعتزاز لأهل القرية ولأبناء مخيم الحسين .
جدّ الشهيد يتحدث
محمود أحمد محمود الجريري هو جد الشهيد عبدالهادي من مواليد عام 1936 . من كفرعانا إلى بيرزيت ومن ثم إلى مخيم البريج في قطاع غزة وبعدها إلى رام الله عام 1950 وصولاً إلى عمان 1951منطقة الأشرفية . وفي السنة التالية تم نقلنا إلى مخيم الحسين وما زلنا نقطنه . يقول الجد لي خمسة أبناء وثلاث إناث ولي سبعون حفيدا وكان الشهيد أعزهم عليّ . فقد كان إجتماعياً كريماً محباً للخير والعطاء توّاقاً لمساعدة الآخرين . ملتزماً بأوامر ربه ومتمسكاً بسنن نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه وبالإضافة لكل ما ذكر كان مرحاً .
توجه للجهاد في سوريا وهو في العشرين من عمره قبل نحو العامين وفي شهر رمضان قبل الماضي استشهد في الكرك بدرعا وتم دفنه في خربة غزالة بعد ثلاثة شهور ( 90 ) يوماً من رحلته الجهادية . وكان كلما اتصل بأحدنا يقول أدع لي لنيل الشهادة وما أحب إلا أن أعود بإحدى الحسنيين . قبل مغادرته يقول أهله إنه كان يفصح عن عشقه للإستشهاد في سبيل الله . ويضيف جده أن آخر مكالمة له كانت في أول أيام رمضان المبارك وقال لي جدي موعد الإفطار ومازحني قائلاً عاملين إلنا يبرق ( الدوالي ) . سألته : هل ستعود قال : قريباً إنشاءالله . واستشهد بعدها .
يفتقده جده , فقد كان يداوم على حضور صلاة الفجر معه ويعود وإياه إلى بيت جده . كان يحب جدته وطعام جدته . كنا نتناول معه طعام الإفطار . وواظب طيلة حياته على صيام الإثنين والخميس .
قبل مغادرته : كان يحض أبناء المخيم على الجهاد وينظر إلى السماء وكأنه ينظر قصره في الجنة . لم يتأثر بالسابقين من أبناء البلدة الذين اختطوا طريق اليسار أو درب القومية فقد كان مسلماً معتدلاً ملتزماً بدينه . وقال جده كذلك إن السوريين لقبوه بأبي أيوب فقد عرفوه صبورا .
تقول والدته : لا زلت أراه في المنام يئن ولعله ينتظر نصر الله . وأضافت أن أباه كان قد أبلغها أنها حامل حسب رؤيا جاءته وأن مولودها سيكون ذكراً واسمه عبدالهادي . وقد كان . وتروي عنه حبّ تقبيله لقدميها وهنا تنهمر دموعها بغزارة .
كفرعانا , أعبري بردى مني
عباس عواد موسى
ألا زرت خولاً في اللجاة تمدّني هو الشعر , يختال المعارك , فأْتني
وخوضي لهيب القصف ما اشتدّ قيظه وكوني لهام الشعر , بالوصفِ , أمعِني
يعودك بوح الشعر يستل سيفه يعودك بدرعا , ونزفك , شقّني
وأوصلْتَني يا زاجراً , ثائراً إلى شآمٍ , وأمضيتَ , زماناً تحفّني
طويلاً يشق الشعر بحراً يجيشني شهيداً لكي أرقى حنانيك موطني
حنانيك صيدا من لهيبٍ يغطّني وهذا الدجى ساجٍ يروم النصر فاعلني
تعالوا جموعاً والشآم أسيرةٌ وعودوا , للدين الحنيف , وللوزن
لعمري ربيع الشرق يغتاله الخري فُ , ليته لم يغفل , هتافي , بألسني
أيسلب حقي مجرمٌ أرخى ذيله إذِ اُغترّه فرسٌ , وحِلْفه سمّني
دمشق تحطّ في الظلام تريبني طغى المستبد , في الزمان , المُدجّن
ولله , كم داعٍ لنصرٍ تضرّعا بدمعٍ غزيرٍ , خشيةً منه , فاُحسني
وأقسم بالله الأحدْ , أنني , للش هيد , الذي يغترّ , أنضمّ , أنحني
وساحات قدسيّا وعبقها , آسرٌ ألا يرحل الليل الطويل , اُستقرّني
فتعلوا هتافات الجموع بصوتها تشي للنّقيل اُمكث بيَ , لو تعُزّني
يظلّ النقيل يصطفيها بشائراً أتى الصبح يزهو في السعادة حطّني
مداد الدم شعري وتدمي به الرؤى جموع الشهداء المقبلين , تزفّني
تزغردني جهراً ويافا , بشارةٌ تعانقنا , من مسجدٍ , تستردّني
وتعلنني نصراً , وهذه آيةٌ رذاذ المطر يطفوا على السطح عمّني
ستصحوا بلادي لوَاُنني أرِد الوغى حنيني وأشواقي إلى الشرق ضمّني
حنانيك عكا , إذ تقدمني , دمي أصابك قرحٌ من تعفّن أزمني
وتلك القرى تفضي إلى نهر دجلةٍ زئير الأسود , لفراتها , ينحني
وليّ الفقيه النجس بالأرض مفسدٌ فمن صبّ دمعي في دمٍ , لِتزيُّني
دماً دثّريني مسرعاً لدمٍ , يرِ دُ , متّقداً , يأتي , يُزيل تظنّني
بعجلون بيت قامةُ الرمل فرشه أعود إليه , قد دفنت , به حزني
أعود لصبرا , والثوابتُ , تمتدّ صموداً, فمن أعلاه , للصحف المتن
بعيدان تستدفيهما الريح من نوى وللريح أسرارها تعبر في ظنّي
وطلّ جناح الطير واقفرّ عشّه وفرّ بعيداً في الفضاء , ومسّني
ويا زائر القدس اقرأ ظل أدمعي حراكٌ هو يرتاده السيف يسقني
لهيب قصيدٍ أو نشيدٍ لأشتهي هِ في أمسياتي فاعبري بردى مني
وهاكِ دماءٌ من شهيدٍ , سلِ الندا ءَ , يا كفرعانا , إذ ترينهُ في كِنّي
المصدر : عباس عواد موسى
اقرأ ايضا: