اخبار الساعة

لولا السعودية ما تمرد صالح

اخبار الساعة - عبد الخالق عطشان بتاريخ: 22-12-2013 | 11 سنوات مضت القراءات : (3847) قراءة

اليمن وفي وضعه الراهن يضل هدفا استراتيجيا أكثر من ذي قبل حينما تكالب عليه البرتغاليون والبريطانيون والعثمانيون ومن قبلهم الفرس والروم وهذه الاستراتيجية تزداد يوما بعد يوم وخصوصا حينما تفقد بعض الدول الخارجية هيمنتها ونفوذها على بعض المناطق بسقوط حلفائها فيها أو حينما ترى منافسا لها على اليمن وبالذات عندما تسفر الاكتشافات والابحاث والدراسات عن مستقبل واعد لليمن في الجانب الاقتصادي والنفطي على وجه أخص والذي سيكون له الدور الابرز على استقرار الوضع الاقتصادي والذي سيكون قاعدة يرتكز عليها الوضع السياسي..

السعودية اليوم مازالت ترى أن اليمن ( جاريةً ) تحت يمين حكامها وكأن الله قد كتب على اليمن الرِق والعبودية إلى قيام الساعة مهما كان التميز التاريخي والحضاري والاستراتيجي لليمن وأن أي تحرر تريده اليمن إنما هو نوع من المجازفة والمخاطرة والتي ستقودها إلى مزيد من العناء والأعمال الشاقة التي سيُحكم عليها من قبل المملكة .

لم يكن في حسبان السعودية أنه سيأتي يوم يثور فيه  الشعب اليمني في 11 فبراير على ( غُلام ) السعودية صالح والذي كان ( آبقاً ) على شعبه خاضعا لسيدته المملكه والذي بسقوطه كُسر ضلعٌ من أضلاع المملكة وسوف تليه أضلاع أخرى ولم لا ؟؟ فصالح كان له دور في ترسيم الحدود وفق هندسة سعودية وله دور أيضا وعلى مدار ثلاثة عقود في تحجيم القوى السياسية التحررية ومنها الاسلامية (الاصلاح ) على وجه أخص وهو من كان له دور في إماتة المشاريع الاقتصادية الاستراتيجة التنافسية والتي بقيامها ستتأثر المصالح الخليجية ومن ذلك التنقيب عن نفط الجوف وميناء عدن والذي أماته صالح وقبض ديته من حكام الإمارات والذين هم الحليف الأكبر للسعودية وليضل ميناء دبي هو القلب الإقتصادي النابض في المنطقة وهلم جرا..

المملكة وعقب التوتر مع امريكا وإن كان توترا آنيا ومصطنعا في نفس الوقت ، فحين تقارب الأخيرة مع ايران وبدأ التدخل الإيراني في اليمن صرفت المملكة جل نظرها وقوتها صوب اليمن فكانت الراعي الرسمي والحصري لكل العراقيل في المرحلة الانتقالية بل لم تأبه لأن تتعاون مع ألد أعدائها في سبيل ذلك فكان الحوثي هو بغيتها فانطلقت اللقاءات السرية في السفارة اليمنية وفي بريطانيا وفي أراضيها مع بعض الرؤوس الحوثية ( صالح هبرة ) والاستخبارات السعودية ( بندر بن عبد العزيز) وما سبق ذلك من راتب شهري لـ عبد الملك الحوثي لدوام تلك العراقيل وفق مسمى حماية الحدود ظاهرا والباطن هو اسقاط مزيد من المحافظات اليمنية والذي بسقوطها كسر الارادة السياسيه التغييرية القائمة على ثورة فبراير واسقاط حكومة التغيير والهاب الشارع اليمني ونجاح الثورة المضادة  بقياة صالح والتي تدعمه السعودية بل ومن مكر المملكة فها هي تغض الطرف عن دماج واجرام الحوثي عليها رغم انها كانت تمثل الداعم الرسمي لدماج في السابق وتضع يدها في يد الحوثي نكاية بتمرد هادي عليها وعدم رضوخه لها..

إن توجه الرئيس هادي صوب قطر والصين كان أكثر إيلاما على السعودية لأن ذلك التوجه ذلك سيعزز من قدرة هادي على تصحيح الأخطاء التي ارتكبها حليف السعودية صالح عبر ارتهانه وارتزاقه من السعودية والذي كان فيه الرابح الأكبر المملكة وصالح وعائلته ...، وإنه لولا الدعم الملكي للملوك ( صالح ) ما كان لصالح اليوم أن يخرج والحوار الوطني يشد رحاله ليتبجح ويسخر من كل القوى السياسية التي ثارت عليه ويتخرص على رموزها بل أنه يعض يديه من الندم أنه لم يُربها وكأن جُل إهتمامه وتربيته أنه لم يتخلص منها [ بحادث مروري مؤسف ]..

لولا السعودية ما كان لصالح أن يلتقي مع الحوثي عدوه اللدود في حروبه الست العبثية والاسترزاقيه وأن يدعم كل فعالياته وشعائره الطائفيه وأن يشكل معه ومع عدوه ( البيض ) ثلاثيا للعرقلة والفوضى والتخريب وأن يكونون شركاء نظرية ( ثمانون يوما لإسقاط هادي ) وماكان لصالح أيضا أن يتطاول على الرئيس هادي وأن يغري بعض نكرات المؤتمر عليه بل ولقد تعدى الأمر هادي إلى ( جمال بن عمر ) والذي وصل الأمر إلى اغتياله بعد أن كال صالح والساقطون إلى جواره سيلا من الاهانات  ولكأن ابن عمر هو أمين عام الاصلاح أو قائد الفرقة الأولى مدرع.

اليوم تجد السعودية بغيتها في هبة حضرموت لتُسخِر جل امكانيتها في سبيل انفصال حضرموت لتُعطى وتُمنح نافذة جنوبية على البحر العربي والذي ظلت تحلم به طيلة عقود فكان دعمها واجتماع احد رموزها مع العصبة الحضرمية والتي تؤكد على أن حضرموت دولة مستقلة لا تمت لليمن بصله ومنذ قرون فكان هذا الدعم السياسي والمادي والاعلامي لهذه الهبة والتي قُصد منها أيضا لي عنق الرئيس هادي ووضعه في زاوية التبعية الضيقة لها إلا أن الرئيس هادي ما زال يملك من الحكمة والصبر والكياسة ما تجعله متمسكا بخيارات الشعب وقواه السياسة الوطنية في رفض استدامة هذه التبعية والانعتاق منها

اقرأ ايضا: