بعد نجاح هادي بإسقاط مشروع الانفصال في الجنوب : هل يتجه الرئيس شمالا ؟!
استطاع الرئيس عبد ربه منصور هادي اعادة الجنوب الى اليمن بعد سنوات من التمرد على السلطة المركزية وهذا يعد منجز كبير لليمن وللجنوب وللرئيس هادي شخصيا، وهذا الانجاز تحقق نتيجة جهود شاقة وعمل متواصل من خلال رؤية وطنية للمشكلة والحل.
التراكمات السلبية في الجنوب كانت كبيرة وثقيلة وكان الحل مستعصي في ظل انعدام الرؤية الوطنية لاساس المشكلة من جوانبها المختلفة، احتقان الاوضاع في الجنوب سياسيا وامنيا وتنمويا وصل الى درجة كبيرة من الانفلات والخروج عن السيطرة وانعدام الثقة كلها كانت تمثل عقبة كبيرة لمن يريد ان يسعى للنظر بالمشاكل المتراكمة منذ اكثر من عقدين من الزمن، حتى وصل الامر الى استحالة حل تلك المشاكل ومن يحاول الاقتراب منها يشبه المغامرة ، وهذا دليل على تراكمات استعصت على صانعها توفير اي حلول منطقية نظرا لغياب الرؤية الوطنية وانعدام ثقة الشعب ومكوناته السياسية والمدنية والمجتمعية بأي حلول تأتي من طرف المتسبب لكل تلك المشاكل.
الرئيس هادي وضع حل القضية الجنوبية هدفا رئيسيا له متسلحا بإرادة وعزيمة ورؤية وطنية نابعة من فهم عميق لجذور المشكلة ، وبنوايا وطنية صادقة ومخلصة تجاوز كل العقبات وانتصر على كل المشاريع الصغيرة التي تكونت خلال السنوات الماضية بأجندات مختلفة بعضها خرج عن الوطنية والمطالب المشروعة لابناء الجنوب.
توجت هذه المساعي بإعلان فصائل الحراك الحنوبي التزامها بالعمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وهي خطوة ايجابية وشجاعة من قيادات الحراك الجنوبي المؤثرة والتي اعلنت تأييدها للرئيس هادي من عاصمة اليمن صنعاء.
الحقيقة ان المنجز الذي تحقق للجنوب وفقا لمخرجات الحوار الوطني لم يستطيع احد تحقيقه من قبل وهذا بإعتراف قادة الجنوب انفسهم.
الانجاز الذي حققه الرئيس هادي في الجنوب واغلاقه لصفحة الفوضى والانفلات والتمرد على السلطة يدفع الرئيس هادي للالتفات شمالا والبدء بحل قضايا الشمال واهمها بسط نفوذ الدولة واعادة المحافظات التي خرجت عن سيطرة الدولة وبروز جماعات مسلحة تنافس السلطة في مهمتها وواجبها.
جماعة الحوثي المسلحة هي اكبر عائق الان في وجه اليمن وامام الرئيس هادي والسلطة وتمثل هذه الجماعة مصدر للانفلات والفوضى وتسعى لتقويض الدولة ونفوذها بالسلاح من خلال سيطرتها على محافظتين وعدد من المديريات في محافظات مجاورة .
في الشمال ايضا يوجد بقايا علي صالح المتمثل في منظومة متكاملة تعمل لدعم الانفلات الامني واضعاف السلطة والحيش والامن، ومنظومة علي صالح ليست محصورة بمنطقة جغرافية او هدف معين واهداف هذه المنظومة متشعبة طولا وعرضا وعبثها يتواجد في كل مكان وفي كل مؤسسة، وبقاء علي صالح هو الذي يغذي ويمول هذه المنظومة .
لن تكون مشاكل الشمال اكثر تعقيدا من مشاكل الجنوب ولن تكون مستعصية على الحل مثلما كان الوضع في الجنوب ..
مشاكل الشمال محصورة بشكل رئيسي بوجود علي صالح، فهو رأس الحرباء لكل مشاكل الشمال واستبعاده يعني حل 80% من مشاكل الشمال، واستبعاد علي صالح سينعكس على اداء جماعة الحوثي الارهابية نظرا لتحالفه مع الجماعة وتقديم الدعم لها بالمال والسلاح والخبرات والكوادر والدعم اللوجستي والاعلامي وقيام علي صالح بتوفير الغطاء لهذه الجماعة للحصول على تمويلات مالية ضخمة من دول الخليج نكاية بهذه الدول وعقاب لها نتيجة موقفها الداعم لاخراج علي صالح من السلطة بموجب المبادرة الخليجية ، فالرئيس السابق علي صالح يعاقب دول الخليج لتوسيع نفوذ ايران بشكل قوي وبدعم من الخزينة الخليجية العامة .
مشاكل الشمال محصورة في دعم الانفلات الامني ودعم الجماعات المسلحة التي تقوم بالاعتداء على ابراج الكهرباء وانابيب النفط وقطع الطرقات واحتجاز ناقلات النفط ومشتقاته والاغتيالات ومقاومة السلطة وتشويه قيادة المرحلة وعلى رأسها الرئيس هادي، وكل هذه الاعمال التخريبية ناتجة عن دعم علي صالح الذي يقدم الاموال والسلاح لمجموعات العنف في كل المحافظات ..
وحل هذه المشاكل متوقف على استبعاد علي صالح، واستبعاده بيد الرئيس هادي من خلال تقديم علي صالح للعدالة وسحب الحصانة واعلانه كمعرقل رئيسي للمرحلة الحالية بموجب قرار مجلس الامن الدولي.
خطوة شجاعة ووطنية من الرئيس هادي ويكتب اعادة اليمن بشكل جديد بعد ان كاد يذهب للمجهول ، لا شيئ مستحيل في ظل الارادة الوطنية الصادقة والمخلصة وخير دليل هو الانجاز الذي تحقق على يد الرئيس هادي الذي استطاع تفكيك منظومة العنف والتمرد التي كانت تسيطر على الجنوب واعلنت استسلامها للرئيس هادي، وهذا ما ينتظره الشعب في الشمال من الرئيس هادي اسوة بما تم في الجنوب ....