نار شباب التغيير ...أذابت جليد السلطة
33عاماً لم يخض خلالها الرئيس صالح أي مباراة تتسم باللعب النظيف ولم يجد غير أسلوب الحكولة والضرب تحت الحزام ، 33عاماً من الاستبداد استغل خلالها الرئيس تلك الجهود المخلصة لمن سبقوه من الوطنيين الشرفاء ليمتطي ركب الوحدة وينهب الجمل بما حمل ويركب على شركائه في الوحدة ويدندل أرجله .
33 عاماً يرفض بعدها الرئيس أن يغادر كرسي السلطة إلا وقد " غلق ما نقص " من قتل وسفك لأرواح الأبرياء.
وعلى ما يبدو أن أم الرئيس غاضبة عليه وإلا ما كان يرتضي لنفسه أن يرحل بنهاية مأساوية ولم يتعظ ممن سبقوه من أصحاب الفخامات والسمو ويأبى إلا أن يطلق عليه الرئيس المخلوع وليس الرئيس السابق.
الشعب مصدر السلطات فمن أين يا ترى يستمد الآن صالح شرعيته بعد أن خرجت جموع الشعب تطالبه بالرحيل وما زال يكذب الكذبة ويصدقها فهاهو اليوم يحاور نفسه بنفسه وتهدر ملايين الريالات من خزينة الدولة (مشقاية للمحاورين ) !!
يتحدث عن الصندوق وانه جاء عبر الصندوق ولن يرحل إلا عبره ونشفق عليه أن تكون نهايته في صندوق كصدوق وضاح بلا ثمن كما قال الشاعر الكبير البردوني .
اليوم وقد ذابت كل الدعوات تحت مسمى الثورة السلمية والمطالبة بسقوط النظام وإقامة دولة مدنية حديثة تسود فيها روح العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والمواطنة المتساوية وخابت مراهنة صالح على الحراك والحوثيين والقاعدة وما كان يخوفنا به لتتضح للجميع ألاعيبه التي طالما ظل يخوفنا بها و"يطلب بها الله " !!
نار شباب التغيير في كل محافظات الجمهورية استطاعت أن تذيب الجليد الذي غلف علاقاتنا الاجتماعية والتي لطالما عمل النظام القائم على اغتيالها وغرس الحقد والضغينة بين أبناء الوطن الواحد ليبقى متربعا ً على عرش السلطة وحانت لحظة الحسم ليُعلن سقوطه المرير والمريع على مرأى ومسمع من الجميع.
فهاهم اليوم الحوثيون و الحراكيون وأبناء المحافظات الشمالية والجنوبية والغربية والشرقية يرفعون علم اليمن ويقولون لصالح ونظامه ارحل ، وما عليه إلا أن يرحل ونحن سوف "نَسد " أي نتفاهم فيما بيننا ، كف يدك وبلاطجتك عنا فقط !!
النظام الذي حاول عبر بلاطجته السياسيين عرقلة كل أساليب الحوار هاهو اليوم يقدم التنازلات تلو الأخرى بعد أن سقط الفأس بالرأس وما زال مصراً على مغالطته للشعب ، هاهي مبادرة علي عبد الله صالح وهو يحاور نفسه بنفسه يقترح إعادة صياغة دستور جديد للبلاد يفصل بين السلطات الثلاث وهو التفاف ودوران من أجل تصفير العداد التي طرحها كما طرح ذلك صاحبه البركاني من قبل وظهر وهو يتلو بيان المبادرة وقد اختفى بريق السلطة من بين عينيه والهنجمة و النخيط ، إنها اللحظات الأخيرة من بلوغ الروح الحلقوم استعداداً للرحيل .