إدانة دولية لتفجيرات اليمن
دان مجلس الأمن الدولي الهجمات الإرهابية المستمرة ضد قوات الأمن اليمنية في حضرموت والبيضاء والتي تهدف إلى تقويض استقرار البلاد.
وأكدت رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي سفيرة الأرجنتين ماريا كريستينا بيرسيفال في بيان نشره مركز أنباء الأمم المتحدة أمس الجمعة على "أهمية مواصلة تطبيق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة". وشدد البيان على "ضرورة المضيّ قدماً في عملية التحول السياسي في اليمن".
وأبدى أعضاء مجلس الأمن دعمهم للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، داعين كل الأطراف إلى "العمل بشكل بناء للتطبيق الكامل والعاجل لجميع بنود اتفاق السلام والشراكة الوطنية، بما في ذلك تسليم كل الأسلحة المتوسطة والثقيلة للجهات الأمنية الشرعية التابعة للدولة". وأشار البيان الى أهمية إجراء عملية انتقال جامعة وتشكيل حكومة جديدة تمثل مختلف الأطراف في البلاد".
من جهته، أعلن الاتحاد الأوروبي "إدانته بشدة للهجمات الإرهابية التي استهدفت متظاهرين سلميين في العاصمة صنعاء ونقطة عسكرية تابعة للجيش اليمني في المكلا في محافظة حضرموت"، مؤكّداً في بيان صادر عنه "التزامه الثابت بدعم اليمن في حربه ضد الإرهاب". وشدد على أن "توفر الأمن يُعد شرطاً أساسياً لنجاح العملية الانتقالية في اليمن"، مجدّداً حرصه على "مواصلة دعم اليمن في هذه المرحلة الانتقالية". ودعا "جميع الأطراف في اليمن إلى العمل على تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية ومخرجات الحوار".
الى ذلك، عبّرت روسيا عن قلقها البالغ للتطورات على الساحة اليمنية في ضوء الأعمال الإرهابية التي شهدتها مناطق عدة وآخرها التفجير الانتحاري في العاصمة صنعاء والهجوم على نقطة عسكرية في محافظة حضرموت يوم الخميس، ما أودى بحياة العشرات من المدنيين والعسكريين اليمنيين. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته أمس الجمعة إنه "بصدد هذه الأحداث المأساوية، نود مرة أخرى أن ندعو القوى السياسية اليمنية إلى التوحد في مواجهة الخطر المتزايد الذي يشكله الإرهابيون". وأضافت: "مازلنا على ثقة بعدم وجود سبل أخرى لحل الأزمة السياسية في اليمن سوى عبر إيجاد حلول مناسبة من قبل أطراف العملية السياسية لصالح الوفاق الوطني والتنمية المستقرة للبلاد، مع التركيز على القضايا الإجتماعية والإقتصادية الملحة ومواجهة المسلحين". وأكدت وزارة الخارجية الروسية أن "روسيا ستواصل بذل الجهود لتسوية الوضع في اليمن بما يدعم هذه البلاد لإحراز خطوات حقيقية تمكنها من مواجهة التحديات الراهنة".
ودانت كلّ من أميركا وإيران وبريطانيا وفرنسا في وقت سابق، "التفجيرين الأخيرين في صنعاء وحضرموت، اللذين أدّيا إلى مقتل 70 شخصاً وجرح العشرات".
وشن تنظيم "القاعدة" هجومين في صنعاء وحضرموت يوم الخميس، استهدف الأول تظاهرة للحوثيين وأوقع أكثر من خمسين قتيلاً وعشرات الجرحى، فيما استهدف الثاني نقطة للجيش وأسفر عن مقتل 20 جندياً. وتبنت "القاعدة" في اليمن على حسابها على "تويتر" التفجيرين.
وفي سياق ردود الفعل اليمنية، أقال وزير الداخلية اليمني أمس الجمعة مدير شرطة صنعاء بعد الهجوم الانتحاري وعيّن خلفاً له مقرّباً من جماعة الحوثيين. في الوقت ذاته، هدَّد قادة في الجماعة باللجوء إلى مسلحي "اللجان الشعبية" لتولي الملف الأمني المتعلق بـ "مكافحة الإرهاب"، إذا لم تتحمّل السلطات الرسمية مسؤولية هذا الملف.
وتأتي التطوّرات الأخيرة في وقت يشهد فيه اليمن أزمة سياسية بعد رفض الحوثيون قرار منصور هادي تكليف أحمد عوض بن مبارك تشكيل حكومة.