شباب التغيير يؤكدون عدم تأثير إطلالة صالح في تحقيق أهداف ثورتهم
أكد شباب الثورة الشعبية السلمية في اليمن أن ظهور الرئيس علي عبدالله صالح عبر شاشة التلفزيون بعد مغادرته إلى السعودية للعلاج من إصابته بحروق بالغة عقب هجوم على مسجد النهدين داخل قصره في العاصمة صنعاء الشهر الماضي، لن يؤثر في نهج ثورتهم وتحقيق أهدافها السامية بإسقاط النظام وإيجاد يمن جديد يحكمه القانون .
وأجمع الثوار أن ثورتهم ليست ضد شخص الرئيس صالح فقط، بل ضد منظومة من العابثين والفاسدين الذين نهبوا أموال الدولة، موضحين أن صالح قد انتهى سياسياً بعد مغادرة حادث جامع الرئاسة . وتمنى شباب الثورة عدم ظهور الرئيس صالح بتلك الصورة التي أساءت له وللشعب اليمني كافة، كونه ظهر عاجزاً عن الحركة وبصورة يشفق عليها الجميع، مشيرين إلى أن توقيت ظهوره في السابع من يوليو/ تموز كان مستفزاً خاصة لأبناء الجنوب الذين يعتبرون ذلك اليوم إقصاءً لهم .
وأكد عضو اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية فخر العزب ل “الخليج” أن أهداف الثورة ثابتة لن تتأثر بصحة أو موت أحد . وقال: “هي خطوط عريضة لأهداف عظيمة خرج الشعب اليمني التواق إلى الحرية إلى ميادين الحرية وساحات التغيير بهدف تحقيقها وقدم في سبيل ذلك كل التضحيات ولا يزال مستعداً لتقديم المزيد لأنه يؤمن أن الحرية مهرها غالٍ”، وأشار إلى أن “قضية ظهور صالح متحدثاً بالصوت والصورة لم تؤثر في الثورة كون الشعب اليمني خرج ليثور لإسقاط منظومة النظام بالكامل وبلا شك فصالح في مقدمتهم والتي سقطت بالفعل” .
ويعتقد فخر العزب أن “ظهور صالح بالصورة التي شاهدوها عبر التلفزيون أثر ايجابيا لصالح الثورة لأن اليمنيين جميعاً أدركوا أن صالح مات سياسياً وبالتالي أصبح شيئاً من الماضي، على الرغم من إيماننا أن الظهور بهذه الطريقة كان يمثل شماتة بحق أبناء الشعب”، معتبراً أن “التوقيت هو الآخر مثل إهانة لمشاعر اليمنيين أبناء المحافظات الجنوبية بشكل خاص من خلال التذكير ب 7 يوليو/ تموز، وهو اليوم الذي انتصر فيه قانون القوة الذي أراده صالح على قانون الشراكة الذي أرادته دولة الوحدة” .
أضاف أن شباب الثورة يعدون بتنويع أساليب التصعيد الثوري، خاصة بعد وضوح الصورة أكثر ومعرفتهم للدور السلبي الذي تلعبه بعض الأطراف الخارجية والهادف إلى إجهاض ثورة الشعب اليمني، موضحاً أن التحديات كبيرة وتحتم عليهم أن يكون تصعيدهم الثوري كبيراً بحجم هذه التحديات من خلال العمل بشكل كبير وجاد على الحفاظ على الساحات والزخم الثوري المتصاعد فيها والحفاظ كذلك علي وحدتها مع اتباع الوسائل الجديدة في التصعيد وعدم الاكتفاء بالمسيرات الاحتجاجية .
وحول خطاب صالح قال إن “الخطاب لم يكن جديداً، فقد جاء تكراراً لخطاباته السابقة من خلال لهجة التحدي الواضحة مع الإدراك أن صالح يعيش أوهن مراحله على الإطلاق، ولهذا فنحن كنا ولا نزال وسنظل بعيدين عن التعامل مع خطابات صالح” .
من جانبها تقول الناشطة الحقوقية سامية الأغبري إن ظهور صالح بتلك الحالة كان صادماً لأنه ظهر بعد تكهنات البعض عن موته والبعض يتحدث عن إصابات بليغة، ما جعل الشارع اليمني يتوقع الأمرين، والصادم فعلاً حالته الصحية التي ما كان يجب أن يظهر بها، مشيرة إلى أنه لم يتحدث عن تنحيه ونقل السلطة، بل كرر مصطلحات التحدي والمواجهة رغم أن جسده بدا عاجزاً ما يعني انه أصبح عاجزاً عن أداء مهامه كرئيس دولة وفقاً للدستور .
واعتبرت الثائرة سامية أن المفاجأة التي تحدث عنها ابن أخيه يحيى هي ظهور صالح بذلك المظهر عبر التلفزيون، وقالت: “يبدو أن التسجيل كان منذ أيام ولكن أجل بثه في يوم ذكرى 7-7 يوم اجتياح الجنوب في ،94 وهي رسالة استفزازية لأبناء المحافظات الجنوبية الذين يعتبرونه يوم نكبة للجنوب، وكأنه يقول نعم سننتصر كما انتصرنا على من أسموهم حينها قوى الردة والانفصال” .
وتعتقد الأغبري أن صالح أجبر على الظهور بتلك الصورة لرفع معنويات مناصريه والجنود بعد أن أوشكت المؤسسة العسكرية والأمنية على الانهيار، مشيرة إلى أن صالح انتهى سياسياً، وإن عاش سيكون عاجزاً وأصبح الآن أمامنا بقايا أفراد أسرته ورموز حكمه” .
ويرى الشاب عيدروس علي القاسمي، أحد شباب الثورة أن ظهور الرئيس صالح عبر شاشة التلفزيون بخطاب تهديد لن يثنيهم عن تراجعهم في تحقيق أهداف ثورتهم بإسقاط النظام” .
وتؤكد القيادية الشابة في حركة المرأة الحرة بمحافظة تعز نجاح الشامي أن ظهور صالح على الشاشة لن يؤثر في مسار الثورة كونه قد انتهى سياسياً قبل خمسة أشهر ورحيله أمر مفروغ منه، وقالت : “نحن على ثقة ويقين بأن ظهوره بذلك الشكل وخطابه الهزيل الذي أثبت خلاله أن اليمن لا يعني له أكثر من دولة للعبيد كونه لم يعتذر جراء ما ارتكبه وما سببه من مشكلات وأزمات خلال فترة حكمه ليظهر أكثر عناداً وعنجهية بقوله إنه سيواجه التحدي بالتحدي” .