"الاستراحة" في السعودية بعد تحررها من الرقابة هل تأمن رجال الهيئة الدينية؟

بعد معانات السعوديين من مداهمات رجال الهيئة الدينية لمنازل "الاستراحة"، قرر رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منع أتباع الهيئة من مباشرة البلاغات المتعلقة بهذه المساكن.

ويطلق سعوديون على هذه المنازل "شاليهات" أو منازل "الاستراحات" وهي منازل مهجورة تتميز بموقعها خارج المدينة، يتجمع فيها الأصدقاء والأقارب، بغرض إحياء مناسباتهم الاجتماعية المخالفة للآداب العامة في أغلب الأحيان، والخارجة عن الأعراف الدينية المتبعة في السعودية.

والاستراحة لمن لا يعرف هي عبارة عن منزل مكون من طابق واحد يضم عددا من الغرف، إضافة إلى فناء كبير يضم مسبحا، وفي بعض الأحيان قد تجد في الاستراحة ملعبا صغيرا مخصصا لرياضة كرة القدم.

ولعل قرار منع رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الرياض تركي الشليل، رجال الهيئة من مباشرة البلاغات المتعلقة بالمساكن وما في حكمها كالاستراحات والمخيمات إلا بعد الرجوع له لأخذ التوجيه في ذلك، خفف ذلك عبء المداهمات وماينجر عنها.

ووفقا لما نشرته صحيفة "عكاظ" السعودية، فقد اشترط الشليل التعميم الموزع على الإدارات المعنية لمتابعة عمل الأعضاء الميدانيين، وضرورة الرجوع له في حال تطلب العمل انتقال الفرقة من نطاق عمل مركزها إلى نطاق عمل مركز آخر، فضلا عن رفع تقرير مفصل له عن القضايا التي تضبط يوميا وذلك عبر البريد الداخلي.

وشدد على "التأكيد على قيادات هيئة الإشراف العام على العمل الميداني في الفترة المسائية ومتابعته عبر الأجهزة اللاسلكية وتحديد موقع الفرق، ورفع الحالات والوقائع الميدانية في حينها، بالإضافة إلى تدوين جميع البلاغات عبر نظام أمان ومتابعتها وتوجيها وإغلاق ما يلزم منها بعد الانتهاء منه".

وكانت الهيئة قد اعتمدت دبلوما تأهيليا مدته عام دراسي كامل بالتعاون مع جامعة أم القرى ممثلة في المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتأهيل الأعضاء المستجدين ليمارسوا العمل الميداني في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وحددت 260 عضوا على مستوى المناطق كدفعة أولى يتلقون فيه عدد من الدروس الشرعية والمعارف النظرية والتطبيقية ودراسة الأنظمة واللوائح واشترطت الهيئة الحصول على الدبلوم شرطا أساسيا لمزاولة العمل الميداني.

يذكر أن الرياض شهدت عددا من الحوادث الميدانية منذ العام الماضي، آخرها ما تم خلال الأسبوع الجاري من اقتحام محتسب لأستديو الثقافية والطلب من ضيفة البرنامج تغطية وجهها.

إلى ذلك، تختلف مدينة جدة عن باقي المدن السعودية بكونها مدينة ساحلية كثيرا مايستثمر فيها رجال الأعمال أموالهم خاصة في بناء المنتجعات المعروفة بـ"الكباين" المتناثرة على طول الخط الساحلي.

وقد سجلت تلك المنتجعات الكثير من المداهمات التي شغلت قصصها الرأي العام، أبرزها تلك التي حدثت في إحدى المنتجعات الشهيرة حين داهمت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المنتجع بالتعاون مع عناصر أمنية.

وقد تم آنذاك القبض على 50 رجلا وامرأة، وهم في حالة سكر، مرتدين ملابس البحر وتقرر إغلاق المنتجع الذي يعود لرجل أعمال سعودي بشكل نهائي.

وفي مدينة الطائف، قامت الشرطة الدينية بالتعاون مع عناصر الشرطة بمداهمة إحدى الاستراحات ليتم القبض على 11 فتاة مع 13 شابا لقيامهم بالتنسيق معا لإقامة حفلة مختلطة لم تخلو من المحرمات.