اعتداء عنصري جديد على مقابر يافا
اعتداء عنصري جديد على مقابر يافا
شاكر فريد حسن
بعد ايام قليلة من احراق مسجد النور في قرية طوبا الزنغرية في الجليل ، نفذت اوباش العنصريين وقوى اليمين المتطرف اعتداءً عنصرياً جديداً وفاشياً وغوغائياً جديداً ، وهذه المرة في مدينة يافا العربية الضاربة والممتدة جذورها في عمق التاريخ الكنعاني الفلسطيني ، الصامدة باهلها وهويتها وبحرها وآثارها وتاريخها العريق .فقد قامت زمرة عنصرية موبوءة ليلة عيد الغفران اليهودي بتدنيس القبور وكسر شواهدها في المقبرتين الاسلامية والمسيحية ، وكتابة شعارات عنصرية متطرفة مثل "الموت للعرب" و"دفع الثمن" عدا عن رسوم حاقدة مسيئة واشكال مشينة .
وبلا شك ان هذا الاعتداء يمس في الصميم بمقدسات جماهيرنا العربية ، ويعتبر خرقاً واضحاً للاعراف الانسانية، ويتنافى مع القوانين الدولية المتفق عليها .وان دل على شيء فيدل على العقلية العنصرية المعادية لكل ما هو عربي وفلسطيني ، ويعبر عن الانحطاط الاخلاقي لدى هؤلاء العنصريين الفاشيين المتطرفين. وهو تجسيد فعلي حقيقي للظواهر العنصرية والفاشية المتفاقمة والمتفشية في المجتمع الاسرائيلي ، ونتيجة مباشرة للسياسة العنصرية الاضطهادية الاحتلالية ، التي تمارسها وتنتهجها الاوساط السياسية الحاكمة وحكومات اسرائيل المتعاقبة ضد جماهيرنا وشعبنا الفلسطيني ، والقائمة على الاحتلال والاستيطان والعدوان والتوسع الكوليونالي والبطش والتنكر للحق الفلسطيني المشروع.
وليس خافياً على احد ان هذه الاعتداءات تستهدف تضييق الخناق على شعبنا ومحاصرته بغية ترحيله واقتلاعه من ارضه ووطنه ، تنفيذاً لسياسة الترانسفير . لكن لنا ثقة كبيرة بهذا الشعب الحي ، الذي صمد وبقي في وطنه وصان هويته ودفع التضحيات الجسام الممهورة بالدم ، ويقف في الصفوف الامامية لصد هجوم زعران الفاشية الاسود، والذود عن الكرامة وحق البقاء والمساواة والتطور في هذا الوطن الذي لا وطن لنا سواه.
وهذا الشعب لن يسمح بتكرار مثل هذه الاعمال العدوانية ، ولن يسمح للقوى اليمينية المتطرفة من التطاول عليه والاعتداء على اراضيه وممتلكاته ومقدساته ومقابره ، فهو اقوى من كل مشاريع الاقتلاع التي تستهدف حياته ومستقبله وحقه بالبقاء والتطور الحضاري والعصري.
ان الاعتداءات العنصرية الاخيرة تتطلب رداً حاسماً وحازماً ، وعلى القوى والتنظيمات السياسية والهيئات الوطنية والتمثيلية التحرك العاجل والسريع قبل فوات الأوان ، للوقوف في وجه المجرمين والمحرضين على العنف والكراهية والعنصرية البغيضة . ومن واجب الشرطة مطاردة الفاعلين والقاء القبض عليهم وتقديمهم للقضاء.
واخيراً نجدد القسم باننا هنا باقون ما بقي التين والصبار شوكة في حلق العنصريين المتطرفين ، وليتوقف الارهاب والتحريض العنصري ضد جماهيرنا وشبيبتنا.