اليمنيون نجوم 2011
اخبار الساعة - محمد النظاري بتاريخ: 11-12-2011 | 13 سنوات مضت
القراءات : (3039) قراءة
محمد حسين النظاري
اليمنيون نجوم 2011
من منا لا يريد لليمن أن يصبح أهلها نجوماً، فهي مهد الحضارات واصل العرب ومنبعهم الأول، وهي قبلة العلماء، ومقصد الشعراء، وبيت الفن الأصيل، إن قلت شعراً فاليمنيون في سطوره، أو نثراً فهم بين ثناياه، ولو كان غناء فهم أوتار كل عود وقانون، هكذا علّم اليمنيون العالم مختلف فنون العلم والفن والمعرفة.
ولأنها كذلك فلا عجب أن ينال أبناؤها الواحد تلو الآخر على جائزة نجم الخليج في الغناء للعام 2011 والتي تحصل عليها الشاب نجيب المقبلي في المسابقة التي دارت بالعاصمة اللبنانية بيروت والتي نظمتها قناة دبي وسط مشاركة محتدمة توجها الفن اليمن من خلال نجيب الذي اجبر شركة روتانا على التعاقد معه حتى قبل أن تعلن النتيجة.
إذاً لم نعد نتحسر على ما مضى ولسنا نغني على الأطلال، فبريق الفن اليمني الذي خفت لسنوات بسبب اخذ الأشقاء منه ونسبه إليهم من جهة وبين تقاعس الدولة عبر الجهات المختصة من الحفاظ على هذا المورث الكبير الذي استفاد منه الغير فيا ضيعناه نحن وللأسف الشديد، حتى جاء في العام الماضي الشاب فؤاد عبد الواحد ليفتح طريق النجومية وليلتحق به ابن أستاذنا وحكمنا الكبير الأستاذ محمد المقبلي الذي له فضل بعد الله علينا، وكما كان المقبلي الأب قبلة في الرياضة، ها هو المقبلي الابن يسيرعلى نفس الدرب ليكون قبلة الفن القادم.
ومن بيروت نطير إلى أوسلو النرويجية لنطلع على تكريم يمني آخر وهذه المرة لأخت الرجل وشريكته في الحياة إنه التكريم الذي حازت من خلاله بنت اليمن توكل عبد السلام كرمان على جائزة نوبل لسلام للعام 2011 وتكريمها جاء كأول عربية ومسلمة تنال هذه الجائزة تقديراً لما حظيت به المرأة اليمنية خلال الثلاثة العقود الماضية والتي أولت القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبد الله صالح، فأصبحت المرأة تتبوأ مناصب لم يكن يتخيل في يوم من الأيام أن تحوز عليها المرأة في مجتمع كان يوصف بالمنغلق فيما يتعلق بحقوق المرأة، حتى غذت اليوم تنافس أخاها الرجل في كل شيء وما تكريم تكل إلا دليلا على هذا، والجميل في التكريم أن من عزف في الحفل الموسيقار اليمني المعروف احمد فتحي ليكتمل التألق اليمني في النرويج.
إذاً فكما كان مطلع عام 2011 خالصاً للشباب الطاهر الذي خرج مطالباً بالتغيير المبني على ما تم انجازه خلال العقود الماضية، كان خاتمة العام ذاته تتويجاً لجهود أولئك الشباب، ولا يستطيع أن ينكر احد الرابط بينهما، فلولا شباب فبراير 2011 لما نالت توكل جائزتها، ولولا تفاعل الشباب اليمني وحرصهم على التصويت لنجيب لما تمكن من التفوق على منافسيه، ومن خلال هذا نستطيع أن نقول أن التغيير الذي نشهده اليوم بحكمة القيادة السياسية والشرفاء في السلطة والمعارضة أساسه الشباب الذين يجب أن يأخذوا مكانتهم الحقيقية فالعصر عصرهم، طالما وهم مؤمنون بوحدة وطنهم وتواقون إلى بناءه وتعميره.
لا اعتقد أن هناك من لم يفرح لما تحقق لتوكل أو نجيب وبينهما كل يمني حاز جائزة ولم نعرف به، فكل تتويج ليمني أو يمنية هو لليمنيين قاطبة، ولا يمكن تجييره لفئة بعينها حتى لو كان الحائز عليها، فلولا الوطن ولولا مساندة وتضحيات المواطنين لما برز احد أبنائه في أي مجال من المجالات، ولذا فإن الفضل بعد الله تعالى يعود لهذه الأرض الطيبة وناسها الطيبون.
فهنيئا لليمن بنجومها في 2011، وأيضاً كل من وقّع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية من سلطة ومعارضة وساندها ودعمها ليخرج اليمن من محنته هم أيضاً نجوم هذا العام لأنهم أناروا سماء الوطن بنور الأمل بعد أن خيمت عليه سحابة سوداء ظلت معتمة علينا طيلة عشرة اشهر، ليظهر بفضل الله وحكمة هؤلاء وهج القمر اليمني مشرقاً وضّاءً، ولنختتم بفرح عاماً اطل علينا بالأحزان ولنستقبل عاماً جديداً مفعما بأمل ألا تذهب دماء شهدائنا رحمة الله عليهم هدراً، بل سنكافئهم بالعمل الجاد والمخلص لما فيه خير اليمن واليمنيين، ودامت أيامنا كلها أفراحاً وأهلنا كلهم نجوما.
باحث دكتوراه بالجزائر
mnadhary@yahoo.co
اقرأ ايضا: