ملهي.. قصة مثابر لم يقعده المرض!!
اخبار الساعة - قائد رمادة بتاريخ: 08-08-2017 | 7 سنوات مضت
القراءات : (5496) قراءة
يبلغ محمد احمد ملهي من العمر 32 سنة, ويعاني من تكسر في الدم , الأنيميا المنجلية, منذ الطفولة, ورغم ذلك لم ينل منه المرض, فدرس حتى تخرج من كلية اللغات بجامعة صنعاء, قسم ترجمة للعام الجامعي 2011-2012, وما يزال يطمح في تحضير التوفل وبعدها الماجستير والدكتوراه, يقول ملهي: لم يعقني المرض وأشعر أنني مثل أي شخص سليم.
وانت تقرأ قصته تتبادر الى الاذهان المقولة الخالدة:إن قاعدة النجاح الاولى التي تعلو على اية قاعدة اخرى، هي امتلاك الطاقة فمن المهم معرفة كيفية تركيز هذه الطاقة وترويضها وتوجيهها على الاشياء الهامة، بدلا من تبديدها وتشتيتها على الاشياء التافهة وغير المجدية.
وكما يقال: لا يصل الناس الى حديقة النجاح، دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس، وصاحب الارادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات, وكذلك ملهي لم يستسلم للمرض, وجلس ينتظر الموت, بل كافح وثابر؛ وهاهو يقطف ثمرة نجاحه ومثابرته, فقد حصل على البكالريوس في الأدب الانجليزي, بل وأكثر من ذلك لم يقف طموحه عند هذا النجاح؛ فهو يطمح بالماجستيروالدكتوراه, ولا شك بأنه سيصل إلى ذلك.
ولكونه يشعر بمعاناة العديد من مرضى الثلاسيميا وأمراض الدم الوراثي فقد انضم إلى فريق الجمعية اليمنية لمرضى الثلاسيميا وأمراض الدم الوراثي, متطوعا, ويطمح بعدما تستقر الأوضاع أن يتم توظيفه في مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل, ليقدم كل ما بوسعه تقديمه من أجل خدمة وطنه وشعبه ومرضى الثلاسيميا وأمراض الدم الوراثي.
وعن مضاعفات المرض على المصابين يؤكد الدكتور عبد الله الطيار, أخصائي أطفال وأمراض الدم أن مضاعفات الثلاسيميا يكون عند الطفل في الشهر الثالث هزال وضعف في الوزن وتضخم في البطن نتيجة تضخم في الكبد والطحال وهشاشة العظام, ونتيجة لنقل الدم؛ تكون هناك مضاعفات نقل للأمراض التي تنتقل عبر الدم, مثل فيروس الكبد, وغيره؛ إذا لم يتم فحص الدم بشكل سليم, أضف إلى ذلك ترسب الحديد في الجسم، وهذه اكبر مشكلة يعاني منها الطفل المريض بالثلاسيميا،لأن الحديد إذا ترسب في الجسم بشكل كبير جدا يحدث مضاعفات كثيرة؛ فمثلا إذا ترسب في القلب يؤدي إلى فشل القلب وإذا ترسب في الكلى يؤدي إلى الفشل الكلوي، وإذا ترسب في البنكرياس يؤدي إلى مرض السكري.
ويواصل الطيار حديثه قائلا: وهناك مضاعفات أخرى, مثل: تضخم الكبد والطحال؛ وهذا يؤدي الى فشل الطحال بعد فترة لأن المريض بتضخم الطحال بشكل كبير يحتاج إلى نقل الدم كل عشرة أيام أو خمسة عشر يوما بدل نقل الدم شهريا.
وأشار إلى أن مريض الأنيميا المنجلية لا يحتاج إلى نقل الدم بشكل مستمر مدى الحياة، وإنما عند الحاجة ولكن المشكلة هنا الألم أو نوبات المرض إذ تحدث كل شهر أو كل أسبوع نتيجة تعرض المريض للبرد أو الحرارة الشديدة والجفاف ونقص الأكسجين، وهذا يؤدي إلى الألم وهنا يحتاج إلى مضاد حيوي وأوكسجين ونقل دم وقد يحتاج إلى رقود بالمستشفى، كذلك قد يحدث لهم تضخم في الطحال في بعض الأحيان، وكذلك جلطات في الرئتين أو في الدماغ وهذه من اكبر أسباب الإعاقة الحركية، وكذلك تآكل في المفاصل نتيجة نقص وصول الدم إلى المفاصل ونقص الأكسجين وهذا يؤدي إلى تهشم المفصل وقد يكون غير قادر على الحركة، وهذا يؤدي إلى الإعاقة الحركية.
لافتا إلى أن الجلطة في الرئتين تؤدي إلى الوفاة مباشرة والجلطة التي في الدماغ تؤدي إلى شلل نصفي.
ويعد مرضى الثلاسيميا وأمراض الدم الوراثي من أكثر المرضى معاناة, لا سيما في الوقت الراهن وفي ظل الأوضاع المعيشية التي تعيشها البلاد, ولم يجدوا من يد حانية تقف معهم سوى الجمعية اليمنية لمرضى الثلاسيميا وأمراض الدم الوراثي, التي تبذل جهودا كثيرة في هذا الصدد, حيث تعمل ليل نهار على استقبال العديد من الحالات من معظم محافظات الجمهورية, وتقدم لهم كافة الخدمات الطبية من معاينة وفحوصات وأدوية,, الخ مجانا.
وكانت الجمعية قد استقبلت حالات جديدة بعدد 508 حالة مصابة بالأنيميا المنجلية و77 حالة مصابة بالثلاسيميا و79 حالة مصابة بالأنيميا المنجلية والثلاسيميا و11 حالة أخرى بإجمالي 675 حالة, وذلك منذ بداية العام 2016م وحتى آخر شهر يونيو 2017م.
اقرأ ايضا: