على هامش احتجاجات أطباء ودارسوا الهيئة المطالبة بإصلاحات مالية وإدارية مرضى مستشفى الثورة يروون فصول من معاناة كلفتهم ملايين الريالات دون الخروج بنتيجة
بتاريخ 2012-05-10T03:35:13+0300 منذ: 13 سنوات مضت
القراءات : (2199) قراءة
اخبار الساعة - علي العوارضي
يواصل موظفو ودارسوا هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء لليوم الثاني على التوالي احتجاجاتهم المطالبة بسرعة إجراء حزمة إصلاحات مالية وإدارية داخل الهيئة من شأنها تجفيف منابع الفساد ومنح كل ذي حق حقه بما فيهم المرضى الذين يعدون الأكثر تضررا داخل مستشفى حكومي بحجم الثورة –حسب العاملين فيها.
العشرات من الأطباء والموظفين والدارسين المحتجين الذين قالوا أنهم صاروا يمثلون (أقلية) داخل مشفى يمني يكتظ بالأجانب خرجوا صباح اليوم في مسيرة سلمية جابت أروقة وأقسام المستشفى مرددين هتافات وشعارات تؤكد استمرار نضالهم السلمي حتى تحقيق كافة مطالبهم العادلة وعلى رأسها اقتلاع جذور الفساد المتوغلة في جميع مفاصل الهيئة.
وجدد الأطباء المتظاهرون العهد والوفاء لكل مرضاهم وذلك بتبني قضاياهم ومطالبهم المتمثلة في الحصول على خدمات أفضل ورعاية طبية شاملة ، ومحاسبة كل من يتاجرون بأدويتهم وحياتهم ويتخذون منهم وسيلة استرزاق مرددين : " مرضانا لن ننساكم .. لن نتهاون بدواكم ، في خارج المستشفى .. باعوا علاج المرضى ، الدواء مش بالمجان .. يا مريض أنت العنوان".
وعلى هامش الاحتجاج التقينا عدد من المرضى بينهم محمد حزام علي الحربي والذي أفاد بأنه مرّ عليه قرابة عام كامل داخل مستشفى الثورة يتنقل هو وزوجته التي تعاني من ضيق تنفس وأعصاب بين أقسامه وعياداته في مهمة علاجية لم تنتهي بعد ، مشيراً إلى أن خسارته تجاوزت 4 مليون ريال حتى الآن دون الخروج بنتيجة.
وقال الحربي :" لقد بعت بيتي وأرضي وكل ما أملك مقابل علاج زوجتي داخل هذا المستشفى الحكومي وغيري من المشائخ والنافذين يرحبون بهم هنا ويقدمون لهم خدمات ورعاية طبية مجانية لم نحصل عليها نحن الذين دفعنا مالنا ودمنا في هذا المستشفى الذي خدعونا وقالوا لنا أنه حكومي ويراعي الفقراء فوجدنا عكس ما قالوا ".
وتسائل وقائلا :" إلى متى سيظل المواطن المسكين عرضة للنصب والابتزاز والخداع والدجل في هذا البلد؟ ومتى سنتحرر من هذا الاستعمار والاستعباد الذي لم نعرف حتى اللحظة هل هو كان استعمار أجنبي أم محلي .. يهودي أم إسلامي ؟".
حاليه عبده أحمد سعيد محرم ، تعاني من مرض القلب والضغط والسكر وأمضت حوالي 9 سنوات إلى الآن وهي ترتاد مستشفى الثورة بشكل شبه يومي لتلقي العلاجات التي قالت أن جميعها عبارة مسكنات أنفقت في سبيلها قرابة 3 مليون لم تخفض لهم منها إدارة مستشفى الثورة ريال واحد –حسب قولها.
وتفيد حالية بأنها من أسرة فقيرة ومعدمة تعتمد بشكل رئيس على دخل يومي لا يتزيد عن 1000 ريال هي أجور ولديها اللذان يعملان (مبزغين) لدى بعض مزارعي القات خارج العاصمة صنعاء، مما أضطرها إلى عدم استخدام جرع بكاملها لم تجد ثمنها، أو من يتكفل بشرائها سواء في الحكومة أو الجمعيات والمؤسسات الخيرية الانسانية العاملة في هذا المجال.
ومن أجل هذا تقول "حالية" أنها خرجت مع احتجاجات الأطباء ضد فساد طالما عانت هي منه وذاقت مراراته أشكال وألوان داخل هذا المستشفى معلنة في الوقت ذاته تضامنها مع الأطباء والموظفين باعتبارهم ضحايا كأي مرضى آخرين لرموز الفساد داخل هيئة مستشفى الثورة العام.
وتشاركها المأساة المريضة سماح عبدالله سعد مثنى الطفيلي، والتي قالت أنها تعاني من ضيق تنفس وفي كل مره تزور مستشفى الثورة يعطوها جرعة أكسين ينتهي مفعولها قبل مغادرتها البوابة الرئيسية أو يقررون لها فاتورة علاج يعجز زوجها عن شرائها خصوصا بعد أن باع كل ما يملك في سبيل علاجها.
وأضافت سماح : " صرت أفضل الموت على المجيء إلى مستشفى الثورة بسبب الخسائر التي نتكبدها هنا دون الحصول على أي فائدة".