تفاصيل ما حدث في السجن المركزي بتعز..: هروب عشرة مساجين والعثور على أسلحة وذخائر ووجود نفق تحت الأرض إلى خارج السجن
بتاريخ 2012-05-29T03:05:47+0300 منذ: 13 سنوات مضت
القراءات : (9320) قراءة
اخبار الساعة - خاص - أحمد البخاري
تمكن عشرة من نزلاء السجن المركزي بتعز من الفرار وقتل جندي واثنين من الجناة أحدهما قائد العصابة ويدعى "نادر الشرعبي " والآخر يدعى حميد الحريبي فيما أصيب 7آخرون بعد اشتباكات عنيفة اندلعت بعد قيام مجاميع مسلحة بمهاجمة السجن المركزي عند الساعة الثانية من فجر الجمعة الماضية في الوقت الذي اشتبك عدد من السجناء مع رجال الأمن داخل السجن باستخدام المسدسات في محاولة منهم للفرار من السجن.
وقد تمكنت الأجهزة الأمنية في وقت لاحق من القبض على 5 من السجناء الفارين ولا تزال الجهود متواصلة للقبض على الفارين الآخرين.
وقال أحد نزلاء السجن بأنه في مساء الخميس الماضي أقيم حفل زفاف لأحد النزلاء وتم إدخال الصوتيات إلى السجن بموجب تصريح رسمي من قبل مدير السجن وتم عبرها إدخال مسدسات وقنابل وذخائر إلى العصابة والتي كانت قد نسقت مع جهات خارج السجن بأن تقوم تلك الجهات بمهاجمة السجن من الخارج وتساعدهم بذلك العصابة من الداخل كي يتمكنوا من الفرار.
وأضاف: فجر الجمعة حدثت اشتباكات عنيفة حيث هاجمت مجاميع مسلحة من الخارج السجن وساعدتهم العصابة من الداخل وحدثت الاشتباكات بعدها وصلت تعزيزات امنية إلى السجن المركزي واشتبكت مع المسلحين وسيطرت على الموقف.
هذا وقد أكد مصدر أمني مسئول بإدارة أمن تعز أن الأجهزة الأمنية بالمحافظة تمكنت أمس الأول الأحد من السيطرة على الوضع وإنهاء التمرد داخل السجن المركزي والذي استمر ثلاثة أيام.. موضحاً أن الاضطرابات التي شهدها السجن منذ الساعة الثالثة من صباح يوم الجمعة وحتى أمس الأول الأحد كان مخططا لها مسبقاً.. حيث تقدم بعض السجناء إلى إدراة السجن بطلب إقامة حفل عرس لأحد المساجين وطلبوا إدخال آلات موسيقية وصوتية بحجة أن هناك فناناً مسجوناً سوف يحيي الحفلة التي اتضح أنها وهمية وكانت عملية مرتبة لهروب السجناء المتفقين معهم . وقال المصدر أنه بعد انتهاء مراسيم العرس المزعوم قام مجموعة من العناصر الشريرة بإخراج سلاح من نوع آلي وإطلاق النار على رجال الأمن من حراسات مما أدى إلى استشهاد المساعد أحمد محمد السروري وحدث تبادل إطلاق النار بينهم وبين رجال الأمن مما أدى الى مقتل أحدهم ويدعى نادر الشرعبي وهو من المجموعة التي أعدت للتمرد داخل السجن ومحكوم عليه بالإعدام.. مشيراً إلى أن تبادل إطلاق النار أدى إلى إصابة عدد كبير من رجال الأمن والسجناء.
من جانبه أوضح أمين البحر وكيل محافظة تعز لشؤون الأمن رئيس اللجنة التي شكلها محافظ المحافظة شوقي أحمد هائل والتي ضمت في عضويتها مدير الأمن القومي بالمحافظة علي بن علي القاضي ورئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس المحلي عبدالرزاق البركاني ومدير عام الشؤون القانونية صلاح الشرجبي أنه ومن خلال أقوال مدير السجن المركزي بأنه تواصل بمدير الأمن للاستئذان بإقامة العرس المزعوم داخل السجن وكذلك تم التوصل مع وكيل نيابة السجن عبدالناصر الجنيد إلا أن وكيل النيابة بحسب إفادته قال بأنه لم يسمح بذلك إلا بعد أن هدد السجناء بإحداث شغب وفوضى داخل السجن إذا لم يسمح لهم إلا بإدخال آلة العود فقط ويتم تفتيشه تفتيشاً دقيقاً.
وقال البحر بأن الشغب قد شمل معظم العنابر داخل السجن وخصوصاً ممن تم التنسيق معهم مسبقاً من قيادة المجموعة التي خططت للتمرد.. مؤكداً بأنه قد تم السيطرة تماماً على الأوضاع داخل السجن وعاد الهدوء إلى سابق عهده.. مختتماً تصريحه لـ«تعز» بأنه وبعد وصول اللجنة المكلفة من قبل وزير الداخلية والنائب العام سوف يتم استكمال إجراءات التحقيق مع الجناة واتخاذ ما يمكن اتخاذه.
هذا وكان قد تم الجمعة الماضية إقالة مدير السجن المركزي بتعز على خلفية التمرد الذي قاده عدد من السجناء المحكوم عليهم بالإعدام وقيامهم بقتل أحد حراس السجن وإصابة سبعة آخرين أثناء محاولة الفرار عند الساعة الثالثة من فجر الجمعة الماضية وقد تم تكليف العقيد محمد نايف الحميري مديراً للسجن.
ونتيجة للتحقيقات الأولية فقد كشف المجلس المحلي بمحافظة تعز أن اللجنة التي شكلها المحافظ للتحقيق في أحداث السجن عثرت على بعض الأسلحة والذخائر وأن الجهود الأمنية توصلت إلى كشف مخطط شق نفق من داخل السجن إلى خارج أسواره لتسهيل مهمة تهريب المساجين على ذمة قضايا أمنية وأحكام شرعية.
وأضاف بأن هذه الأحداث ناجمة عن عدم إحكام القبضة الأمنية وتشديد أعمال الاحتراز والانضباط الأمني داخل السجن والسعي الحثيث لدى مرضى النفوس لتقويض خطة الانتشار الأمني التي تشهدها المحافظة.
وأكد المجلس المحلي على أن مثل هذه الأعمال التخريبية لن تثني قيادة السلطة المحلية على المضي قدماً نحو مواصلة حالة الانتشار الأمني وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار على امتداد خارطة المحافظة.. منوهاً بأن الهدوء واستتباب حالة الأمن والسكينة عادت داخل السجن المركزي ونزلاء السجن.
كما أشاد بتعاون المواطنين من رجال الأمن لإخماد هذه الفتنه التي من شأنها تعكير أجواء الأمن والاستقرار بمحافظة تعز.
يذكر أن الكثير من المواطنين متذمرون من أداء مدير أمن تعز الحالي العميد على السعيدي ويطالبون بوضع معايير الكفاءة والنزاهة والشرف والإخلاص للوطن واحترام حقوق الإنسان وعدم التورط والاتهام بانتهاكها في سلم أولويات التعيين للأجهزة الأمنية والعسكرية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ويوجهون اللوم الشديد لأحزاب المعارضة التي قبلت بالتعيين خارج هذه المعايير.
كما طالب مواطنون بإقالة مدير الأمن كونه المسئول عن تعيين مدير السجن المركزي والذي أصر عليه تحديداً دون التشاور مع السلطة المحلية حينها والذي يفتقر للكفاءة والمتقاعد منذ سنوات.