اخبار الساعة - عبد الكريم الحزمي
" كنت أقوم بتوصيل ما أحصل عليه إلى تل أبيب غوصآ تحت الماء من ميناء طابا "
بقلم : د . سمير محمود قديح
باحث في الشئون الأمنية والإستراتيجية
عندما كان المدعو سمير عثمان الذى كان يغوص تحت الماء لمسافة كبيرة فى ميناء طابا سعيدآ بالخروج من الماء لانه انتهى من رحلته وخرج مسرورآ ولكنه ما أن وصل الى الشاطىء فوجىء بأكثر من أربعة رجال يحيطون به ويمسكون به فى عنف فنظر اليهم متسائلآ :
ماذا حدث ؟ الا تعرفون من أنا ؟ .
نظر اليه أحدهم وهو يبتسم ابتسامة ساخرة وقال له :-
نعم يا استاذ سمير عثمان أحمد على العائد الآن من ميناء ايلات غوصآ تحت الماء حيث كنت تقابل ضابط المخابرات الاسرائيلى ريدل ايروين كالعادة .... وقد سبق لك القيام بهذه الرحلة حوالى سبعة مرات
وهنا لم يستطع الرجل المدعو سمير ان يسير فلم تعد قدمه تقوى على حمله وهنا نظر الرجل الذى كان يتحدث الى أحد ممن معه فهوى بقبضة قوية على وجه الرجل الذى كان وكأنه ينتظرها فسقط على ارض وحمله الرجلان ووضعاه فى سيارة وحينما تساءل بعض المارة ماهذا ؟ وماذا حدث ؟ كان التعليل ان الرجل مريض وسنأخذه الى المستشفى. وانصرفت السيارة التى تحمل الرجل فى هدوء ولم يعلق او يهتم أحد من المارة كثيرا بما حدث لأن الرجل لم يكن معروفآ بدرجة كافية فى طابا شأنه شأن اى سائح او مصيف عدة أيام وينصرف .. ولكن سمير هذا عندما بدأ يستعيد وعيه تدريجيآ نظر ليجد حوله عدة رجال وكان الواضح ان بعضهم جاء ليحقق معه وهنا أدرك انه لامفر فقد سقط وسريعآ أدرك انه لاداعى للانكار فهم يعرفون الكثير وخصوصآ ماقاله الرجل له على شاطىء البحر ، ففكر وقال ان الاعتراف فى هدوء ربما يخفف عنه ما يستحقه من عقاب وربما يكون فى صالحه ولهذا عندما بادره أحدهم :
- اسمك بالكامل ؟ .
رد فى هدوء وهو يثق انهم يعرفونه جيدآ :-
اسمى ... سمير عثمان أحمد على ... كنت اسكن بالدرب الأحمر بالقاهرة قبل سفرى الأول فقاطعه الرجل قائلا فى ابتسامة واثقة :-
نعم .. قبل سفرك للمرة الأولى خارج مصر الى العراق، وهنا أعتدل سمير فى جلسته وقد تأكد انهم يعرفون كل شىْء واسترسل قائلآ
حينما أدركت أن العمل الذى كنت اعمل به فى مصر كمعلم تربية رياضية لن يحقق طموحى .... سافرت الى العراق أثناء حربها أيام صدام مع ايران وعندما لم أجد العمل الذى سيحقق طموح الثراء الذى أسعى اليه انضممت الى الجيش العراقى أو قل تطوعت فى الجيش العراقى ... والحقونى بالجيش الشعبى ومن خلال صداقة بينى وبين أحد أفراد حزب البعث انضممت الى الحزب ... ولنشاطى الملحوظ فى تجنيد عدد كبير من المصريين هناك تمت ترقيتى الى رتبة ملازم أول وتلى ذلك الحاقى للعمل بالمخابرات العراقية ولكن العمل كان تافه فهو التجسس على المعارضين داخل العراق ولم يحقق طموحى هذا العمل فسافرت بعد فترة الى تركيا وقد قررت ألا أعود ثانيآ الى العراق .
وهنا فاجأه الرجل الذى كان يسأله :
:
سافرت الى تركيا ... اليس كذلك ؟ وماذا حدث بعد ذلك ؟
وهنا أبتسم سمير فى سخرية فقد أدرك أنهم فعلآ يعرفون كل شىء ولذا فقد أدرك صحة ما فكر به أولآ واسترسل قائلآ :
وسافرت الى تركيا وهناك ذهبت بنفسى وعرضت نفسى على الموساد ولكنهم لم يوافقوا فى الحال ولهذا بقيت في بتركيا حوالى شهر وكدت أغادرها عائدآ الى مصر ولكنهم فاجئوني بالموافقة وأخذونى الى مكان منعزل فى تركيا وهناك تم تدريبى على أشياء كثيرة وسروا عندما علموا اننى كنت بطلآ فى السباحة والغوص ... وأخيرآ كلفونى بعمليات فى مصر على ان أقوم بتوصيل ما أحصل عليه الى تل أبيب غوصآ تحت الماء من ميناء طابا وكنت اتظاهر بالنزول الى الماء كأى سائح او مصيف للغوص والسباحة واسبح الى تل أبيب وأحمل معى جوازات سفري لعله يحدث أى طوارىء مع الشرطة الساحلية لحدود مصر اذا كشفت وأتظاهر أننى ضللت الطريق وقمت بعدة عمليات وقمت بتوصيل ما حصلت عليه من معلومات وصور الى تل أبيب بهذه الطريقة بعد ان اكون قد أتفقت مسبقآ مع ضابطى فى الموساد عن طريق جهاز ارسال صغير .وهنا قاطعه الرجل الذى يحقق معه وللعلم وصلت احدى رسائلك اللاسلكية الينا ومنها اثناء مراقبتك عرفنا كل شىء عنك اولآ واصرارك على المجىء الى طابا لزيارتها أكثر من مرة خلال سنة هو ما أثار شكوكنا فيك وللعلم كانت هناك مراقبة لك تحت الماء حتى وانت تغوص عرض المعلومات على سمير عثمان بهذه الطريقة هو ما جعله يقر بكل ما يعرف وتم التحقيق فى سرية بعيدآ عن الاعلام والصحافة دون ان يتم الآعلان عن القبض على سمير لتستفاد المخابرات المصرية الكثير من اعتقاد اسرائيل بأن سمير فى أحسن حال ولم يقبض عليه لكن بعد التحقيق مع سمير تمت محاكمته الى محكمة عاجلة وحكمت عليه المحكمة بالسجن المؤبد وليس الاعدام ربما .....لان التحقيق معه لم يستغرق وقتآ كبيرآ .