اخبار الساعة - صنعاء - عقيل الحلالي
قال الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، أمس الأربعاء، إن قوات الجيش على “يقظة دائمة واستعداد قتالي عالٍ لمواجهة أخطر الاحتمالات”، فيما تظاهر آلاف من أنصار الحركة الاحتجاجية الشبابية في صنعاء للمطالبة بمحاكمة الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، وتجميد أرصدته، وعزل نجله الأكبر من قيادة أهم فصيل داخل المؤسسة العسكرية في البلاد. وأكد هادي، في حفل تأبين قتلى الجيش اليمني الذين سقطوا في الهجوم الأخير على تنظيم القاعدة في محافظة أبين (جنوب)، في مايو ويونيو الماضيين، استمرار الحرب ضد من وصفها ب”قوى الإرهاب الشريرة”، وقال: “لا يزال أبطالنا الشجعان يطاردون فلولها المندحرة في كل شبر من وطننا اليمني الوحدوي الكبير، غير عابئين ولا متهيبين من غدرهم ومكرهم الجبان”.
وأشاد بأدوار قادة عسكريين سقطوا “وهم يتصدون لعناصر الإرهاب والتخريب في محافظة أبين” أو طالتهم يد الغدر والعدوان الإرهابية”، وذكر منهم قائد المنطقة العسكرية الجنوبية السابق، اللواء ركن سالم قطن، الذي قاد الهجوم الأخير على معاقل تنظيم القاعدة في أبين، واغتيل بهجوم انتحاري بمدينة عدن (جنوب) في 18 يونيو الماضي، والمدير السابق لكلية القيادة والأركان بوزارة الدفاع، العميد عمر سالم بارشيد، الذي قُتل بتفجير سيارته بعبوة ناسفة في مدينة المكلا بحضرموت (جنوب شرق) في 9 أغسطس الماضي.
وذكر الرئيس اليمني أن “قوى الإرهاب” تحاول النيل من “الرموز الوطنية الشجاعة” عبر “عمليات انتحارية وحشية أو أعمال تفخيخ واغتيالات همجية” من أجل إثبات انتصارها “على جيش وأمن وشعب وحّدتهم الغيرة على وطنهم”. لكنه أكد أن “جرائم الإرهاب لم تنل من عضد وصلابة مؤسسة الدفاع والأمن”، وإنما كشفت “حقيقة الموتورين الذين يقفون ورائها (الجرائم) وهمجيتهم وعدوانيتهم لكل ما هو جميل وإنساني في الدين والحياة، وما يعانونه من حقد وأمراض نفسية وفكرية ومن ضلالة وجهل في استيعاب حقائق الحياة ورسالة الدين الإسلامي الحنيف”.
كما أكد أن قوات الجيش ستعمل على تهيئة “الأجواء والمناخات الأمنية اللازمة، للعبور بالوطن إلى شاطئ الأمان، الذي لا سبيل إلى بلوغه إلاّ بالتزام السير على هدى المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة”، التي تنظم منذ أواخر نوفمبر، انتقالاً سلمياً للسلطة في اليمن، الذي كان على شفا حرب أهلية على خلفية انقسام الجيش إزاء احتجاجات العام الماضي، التي أجبرت الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، على التنحي نهاية فبراير. ولفت هادي، الذي يتولى رئاسة اليمن لولاية انتقالية مدتها عامان فقط، إلى أن الانتصار الكبير على الإرهاب” في محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين، أسهم في “فرض هيبة الدولة، وفي استعادة القوات المسلحة والأمن لمكانتها وثقة جماهير الشعب بها”، معتبراً أن القوات المسلحة هي “صانعة الانتصارات الوطنية الكبرى، والقادرة على حماية مسيرة التغيير، التي انطلقت عجلتها قوية صوب اليمن الجديد”. وأعلن هادي في الحفل، الذي حضرته قيادات عسكرية وسياسية ومسؤولون حكوميون ونواب في البرلمان، إطلاق اسم اللواء سالم قطن، على معسكر اللواء 31 مدرع في مدينة عدن، واسم العميد عمر بارشيد على المكتبة المركزية بالأكاديمية العسكرية العليا في صنعاء “تخليداً لذكراهما العطرة ولبطولاتهما ومآثرهما الخالدة في سبيل الوطن ووحدته وكرامة الشعب وأمنه واستقراره”. كما منح أسرتي القائدين العسكريين وبعض الوحدات العسكرية التي شاركت في الحرب على “القاعدة” في جنوب البلاد “وسام الشجاعة”.
وتزعم أطراف سياسية وشبابية معارضة للرئيس السابق، بأن الأخير متورط في “دعم” تنظيم القاعدة و”جماعات مسلحة” أخرى في البلاد، لإفشال العملية الانتقالية التي تنتهي في فبراير 2014. وتظاهر الآلاف من أنصار الحركة الاحتجاجية الشبابية، التي تزعمت الانتفاضة ضد صالح العام المنصرم، مساء أمس الأربعاء، في عدد من شوارع العاصمة صنعاء للمطالبة بمحاكمة صالح، وإقالة نجله الأكبر، الذي يقود قوات الحرس الجمهوري”، و”القوات الخاصة” المعنية خصوصاً بمكافحة الإرهاب في البلاد. وخرجت التظاهرة من مخيم الاحتجاج الشبابي المقام قبالة جامعة صنعاء، ومرت بشارع جمال عبدالناصر، حيث نفذت وقفة احتجاجية أمام القصر الجمهوري، قبل أن تستكمل طريقها باتجاه شارع الزبيري، الذي يقسم العاصمة اليمنية إلى جزءين.
ورفع المتظاهرون أعلام وطنية وصوراً لقتلى مدنيين سقطوا بصدامات مع الأمن اليمني ومسلحين موالين لصالح العام الماضي، ولافتات كتب عليها “الشعب يريد تطهير البلاد”، والشعب يريد إسقاط الحصانة”، في إشارة إلى الحصانة البرلمانية الممنوحة للرئيس السابق، نهاية يناير، وفق اتفاق نقل السلطة.
وطالب المتظاهرون بإقالة قائد قوات الحرس الجمهوري، العميد ركن أحمد علي صالح، وأركان حرب قوات الأمن المركزي، العميد يحيى محمد صالح، نجل شقيق الرئيس السابق، وهتفوا “لا حوار لا حوار قبل ترحيل العيال”. كما هتفوا “الشعب يريد محاكمة السفاح”، الشعب يريد استرداد الأموال”، و”عاش الشعب اليمني عاش.. ستحاكم يا (..)”، وشعارات أخرى طالبت المجتمع الدولي بتجميد أرصدة الرئيس السابق في البنوك الغربية، والتي تزعم قيادات في حركة الاحتجاج الشبابي بأنها تتجاوز 27 مليار دولار.وقال المسؤول الإعلامي في “اللجنة التحضيرية للثورة الشبابية الشعبية”، محمد الصبري، لـ(الاتحاد): “تم تشكيل هيئة شعبية لاسترداد الأموال المنهوبة من صالح. وقد بدأت هذه الهيئة بحصر جميع أموال صالح في الخارج خصوصا في أوروبا”.
وأضاف: “صالح يقوم حاليا بدعم تنظيم القاعدة والجماعة المسلحة في الشمال من الأموال التي نهبها من الشعب طيلة الـ33 عاماً”، هي فترة حكم الرئيس اليمني السابق.
المصدر : الاتحاد الاماراتية