أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

في ذكرى رحيل الشهيد مصطفى ابو علي..في ذكرى استشهاده الثامنة

- ادريس علوش

في ذكرى رحيل أبو علي مصطفى

نعيد نشر هذه الكلمات لرئيس تحرير موقع الصفصاف ، ونحن على ابواب ذكرى استشهاد القائد الكبير ابو علي مصطفى .. نرجو ملاحظة ومراعاة أن المقالة كتبت قبل 8 سنوات في الذكرى الأولى لرحيل القائد ابو علي.

على درب القائد الشهيد ابو علي مصطفى

 

في الذكرى الأولى لرحيل أبو علي مصطفى

بقلم: نضال حمد

إن الوفاء لأبي علي وكافة شهداء فلسطين والأمة يكون عبر تواصل الانتفاضة وتعزيزها وصيانته وتصعيدها واستمرارها بكل قوة وعدم انتظار العون من أحد.

بعد عام من رحيل القائد الفلسطيني الكبير أبو علي مصطفى لم تتراجع حدة الانتفاضة بل زادت توهجا وعنفوانا ومقاومة.
وقد جاء اغتياله وهو في مكتبه في رام الله بواسطة صواريخ موجهة من طائرات الأباتشي الأمريكية الصنع وبقرار من أعلى المستويات السياسية والأمنية والعسكرية الصهيونية.

ولد أبو علي مصطفى في قرية عرابة قرب جنين سنة 1937 والتحق بالعمل الفدائي مبكرا حيث ساهم في تأسيس الجبهة الشعبية وفي قيادة جناحها العسكري وكان من القادة البارزين في منظمة التحرير الفلسطينية وعضوا في لجنتها التنفيذية ومجلسها الوطني كما كان قائدا محبوبا ومحترما بين رفاقه و بقي هكذا حتى اغتياله يوم 27-8-2001.

لقد كان لعودة الشهيد أثرا كبيرا على ساحة العمل الوطني الفلسطيني خاصة بعد التحولات الكبيرة والخطيرة التي شهدتها الساحة الفلسطينية بعد حرب الخليج الثانية وعاصفة الصحراء ، ومن ثم عاصفة الانهزام والتسليم بأملاءات "إسرائيل" وأمريكا، عبر الموافقة على وقف الانتفاضة الأولى بلا مقابل حقيقي، وكذلك التوقيع على إعلان المبادئ في أوسلو ، ومن ثم ما ترتب على ذلك من اتفاقيات وانعكاسات  تجسدت على الأرض بسلب الحقوق الفلسطينية ، وبتعرية القضية ، وبدفن الحلم الفلسطيني ، والكيان الفلسطيني المتمثل بمنظمة التحرير الفلسطينية.. وكذلك أمنيات شعب فلسطين في ثلاجة أوسلو الباردة.

يوم عاد أبو علي إلى وطنه فلسطين بعد غياب قصري أستمر لمدة 32 عاما تعددت الآراء والمواقف التي رحبت والأخرى التي لم ترحب بعودته من باب أوسلو وبواسطة نهجها المهزوم والمأزوم. فهو من معارضي أوسلو.
 شكلت تلك العودة صدمة قوية للكثيرين من أعضاء الجبهة الذين لم يقبلوا بها لأنها جاءت من خلال موافقة الاحتلال وبطلب من السلطة المنبثقة عن اتفاقية أوسلو التي رفضتها الجبهة ولازالت ترفضها.
أما أبو علي فأعتبر الاتفاقية واقعا سياسيا يجب التعامل معه والعمل من أجل تحسين ظروف التنظيم والساحة الفلسطينية في وجه الاحتلال ومن اجل لجم التجاوزات السياسية والقانونية والأمنية التي تقوم بها الأجهزة المختلفة التابعة للسلطة.

وفيما بعد أثبت أبو علي صحة تحليله للأمور وضرورة عودته إلى الوطن الفلسطيني ولو من بوابة أهل أوسلو. فبعد عودته ومجموعة أخرى من القيادات والشخصيات الوطنية الفلسطينية بدأت الساحة السياسية الفلسطينية تستعيد حياتها وأعيد بعض التوازن لحجم القوى الوطنية والمعارضة في صراعها الطبيعي مع نهج السلطة الحاكمة، مما قاد بالتالي إلى تفجر الانتفاضة وعودة الروح الأصيلة لنهج المقاومة ، وبداية نهاية زمن أوسلو.

من الواضح أن القيادة "الإسرائيلية" لم تأخذ بحسبانها أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعلى الرغم من تراجعها لازالت تنظيما قويا وفاعلا له قيادته وكوادره وقاعدته الصلبة. هذه القاعدة التي سرعان ما توحدت خلف الجبهة وطالبت القيادة برد موجع ومؤلم وقوي ويناسب الحدث الجلل.
وهذا ما كان بالفعل، إذ سرعان ما ترجمت الجبهة تهديداتها القوية بالرد والانتقام لاغتيال زعيمها, فكانت عملية اغتيال الوزير المجرم زئيفي أحد أقرب المقربين لشارون وأحد أهم رموز الإرهاب اليهودي العالمي، وكان ان تمت تصفيته في فندق في القدس حيث قسم الشخصيات الرسمية والوزراء والبرلمانيين.
وباغتياله أكدت الجبهة أن باعها أيضا طويلة وان مدرسة وديع حداد وجيفارا غزة وأبو علي مصطفى لازالت قادرة على بعث الحياة من جديد في جسد الثورة المغدورة والمنظمة المغيبة.

كانت عملية تصفية زئيفي بمثابة الضربة القاضية التي وجهت لجبهة أوسلو المنهارة, فانهارت معها كافة الحدود وغابت الخطوط الحمراء والسوداء والصفراء, وقرر شارون ومعه طاقمه الإرهابي إعادة احتلال الأراضي الفلسطينية وتقويض مؤسسات السلطة أو إجبار الأخيرة على القيام باعتقال منفذي عملية اغتيال زئيفي وعلى رأسهم أحمد سعدات الأمين العام الجديد للجبهة. وهذا ما تم فعلا, فقد قامت السلطة باعتقالهم ومحاكمتهم وأكثر من ذلك حاولت اتهامهم بالعمالة والخيانة والعمل لحساب الشين بيت والشاباك.

فيما بعد قامت السلطة اثناء حصار مقر الرئيس عرفات في المقاطعة في رام الله بعقد اتفاقية مع "إسرائيل" تم خلالها نقلهم إلى سجن أريحا حيث لازالوا مسجونين تحت إشراف وحراسة الأمن الأمريكي والبريطاني*. بينما لم تطلب السلطة حتى ولو من باب حفظ ماء الوجه محاسبة قتلة أبو علي مصطفى ومنفذي عشرات عمليات الاغتيال والتصفية التي أودت بحياة عشرات الكوادر من أبناء فلسطين.
كما أنها لم تستجب لنداءات ومطالب شعبنا وقواه الحية بإطلاق سراح أبطال عملية الثأر لمصرع الشهيد أبو علي مصطفى لأن مجرد سجنهم ومحاكمتهم ولا نقول هنا استمرار سجنهم يعتبر خيانة لدماء الشهداء ووقاحة سياسية تستلزم محاسبة مرتكبيها أمام الرأي العام الشعبي الفلسطيني.

في ذكرى رحيل القائد أبو علي مصطفى نقول لشعبنا إن الدرب طويل ومعقد لكنه قدرنا وخيارنا في زمن الإرهاب الأصولي اليهودي الذي يعيث في بلادنا ظلما وقهرا وموتا.
إن الوفاء لأبي علي وكافة شهداء فلسطين والأمة يكون عبر تواصل الانتفاضة وتعزيزها وصيانتها وتصعيدها واستمرارها بكل قوة ، وبعدم انتظار العون من أحد ، لا من العرب ولا من غيرهم. فسواعد أبناء فلسطين التي تقبض على الجمر والحجر والبنادق هي السواعد التي ستطرد الاحتلال والمستوطنين ، وهي التي ستفك أسر الأبطال في المعتقلات الصهيونية وكذلك في سجون السلطة التي لازالت تدير الظهر للرأي العام الفلسطيني ، وتقبل باللقاءات الأمنية مع العدو وبمرجعية تينيت رئيس جهاز المخابرات الأمريكية سي أي أيه.

أبو علي مصطفى باق معنا وفينا وأن غابت طلته وطلعته باق في حجارة فلسطين ومع أزهار عرابة وجنين .. باقٍ رمزا للاستشهاد والمقاومة والعطاء في زمن السفهاء.
 

 2002-08-27
 

* فيما بعد قام الصهاينة باجتياح سجن اريحا واعتقال سعدات ورفاقه والعميد فؤاد الشوبكي أحد قادة فتح ، وشاهد العالم أجمع أفراد الأمن الفلسطيني من حراس السجن وهم يستسلمون ويخرجون عراة إلا من ملابسهم الداخلية

المصدر : موقع الصفصاف

Total time: 0.0477