بعد ان توصلت القوى السياسية في البلد الحبيب الى انسداد في العملية السياسية، وفقدان الثقة بين الاطراف السياسة في البلد ، وبعد ان يأس الشعب اليمني العريق وفي مقدمتهم الشباب من الوضع المزري الذي وصل اليه اليمن في ظل حكم عصابة اختزلت السلطة لمصلحتها واهلكت الحرث والنسل في ارض اليمن السعيد خرج الشعب اليمني في هبة شعبية في فبراير من عام 2011م مطالبين بإصلاحات سياسية فلم يستجيب النظام بزعامة صالح لتلك المطالب والتي زاد سقفها وخاصة ان تلك المظاهرات جاءت في ظل انتصار ثورة تونسية اطاحت بزين العابدين وثورة مصرية خلعت حسني مبارك فالنظام شعر بالسقوط وقدم تنازلات وصرح عبر رئيسه صالح بأن الحكم سيكون برلمانيا ولكن بعد فوات الأوان وبعد ان قرر الشعب ثورته السلمية في وجه نظام مستبد وفاسد فنصبوا اول خيمة بشهر فبراير وكانوا في طليعة المعتصمين الشباب الطموح الذي فقد ثقته بالسياسيين
فحاولت القوى المعارضة من احزاب المشترك وشركاؤها من اجل اتفاق مع النظام في اصلاحات واسعة ولكن لم يجدي هذا التحاور فقررت احزاب المشترك بالانضمام الى قواد الثورة شباب المستقبل التواق لدولة مدنية حديثة والالتحام بهم في معركتهم السلمية ضد نظام وقح تمادى في افساده للبيئة اليمنية .
لم يكن امام المشترك سوى هذا الخيار لأنهم كانوا متخوفين من اجرام النظام ولكن الشباب اعطوهم المعنوية لإزالة التخوف الذي كان مخيم عليهم طوال سنوات فتكدست الساحات الثورية في ربوع اليمن الحبيب بالثوار وهتفوا بإسقاط النظام واقامة دولة المواطنة المتساوية .
كانت ثمة تخوفات تنتاب اليمانيون وهي ان اليمنيين سيعتصمون لأيام قلائل ومن ثم يعودون الى المنازل وهذا الأمر كان يراهن عليه النظام وبلاطجته ولكن الشعب اليمني فاجأ الجميع بصموده الاسطوري وثباته القوي فكل يوم والساحات تكتظ بالثوار .
النظام بعد ان رأى هذه الحشود المليونية في انحاء اليمن خرج قائد عصابتهم يتحدث ويسهب في حديثه عن بطولاته الوهمية التي حققها للشعب وكان يريد ان يكسب تعاطفا شعبيا بعد ان خرج الشعب مطالبا بخلعه فلم ينجح في كسب تعاطف الشعب الذي قرر بإسقاط نظام جثم على صدره 33 عام .
فاتجه النظام الى استفزاز الثوار من اجل جرهم الى مواجهة دامية حتى يكبح جماحهم ويفكك ترابطهم فاستخدم النظام الغازات المسيلة للدموع بساحة التغيير ظناً منه بأنه سيفرق التجمع الحاشد الموجود بالساحة وينهي بذلك اعتصامهم فلم يستطيع وخاب في هذا التصرف الأرعن فزاد الثوار حماسة واصرار بإسقاط هذه العصابة الهمجية وتزايد وفود الثوار في كل ربوع الوطن
ففقد النظام سيطرته المتبقية فارتكب جريمته البشعة في ساحة التغيير بعد صلاة الجمعة وقنص الثوار العزل وقتل الشباب الثائر بكل انواع الاسلحة عبر مرتزقته المجرمين فاستشهد في الحادثة اكثر من 50 شهيدا وجرح المئات في ذلك اليوم فكانت جمعة الكرامة هي المرحلة المفصلية في تاريخ الثورة اليمنية فبعملته البشعة كتب النظام نهايته واعلن شهادة وفاته وحفر قبره بنفسه .
بعد تلك الجريمة انفض من جانب المجرم صالح كل الوطنيين الشرفاء وانظموا الى جميع الساحات وفي مقدمتهم اللواء علي محسن والذي بانضمامه انهارت قوى النظام وفقدت العصابة الصالحية بوصلتها فزادت حدة المظاهرات واشتعلت جذوة الثورة بدماء شهدائها الابرار وجرحاها الاخيار
فبحث النظام عن ملجا يختبأ به وعن مكان يؤويه فركض نحو السعودية وطلب منهم مبادرة تحميه من محاكمة حتمية نتيجة لاقترافه جرم بحق ابناء اليمن الحبيب فاستجابت المملكة لندائه وصاغت مبادرة تفضي الى رحيله من السلطة مع منحه حصانة له هو وعائلته والتي رفضها الشباب الثائر وقبلها السياسيين بعد جولات بينهم وبين دول الخليج وتم التوقيع على المبادرة من قبل السياسيين من اجل ابعاد صالح بأقل كلفة وتم تشكيل حكومة وفاق وطني وانتخاب رئيس جمهورية جديد ولم يحدث هذا كله الا بضغط ثوري شعبي اجبر المخلوع على التنحي من سدة الحكم
ولم تهدأ الثورة بعد اسقاط رأس العصابة ولكن الشعب العظيم استمر وحطم القيود فتشكلت ثورة اخرى انبثقت من الثورة الام فاتجهت نحو المؤسسات وتم تطهير بعض المؤسسات من دنس المفسدين .والعسكريين نالوا حظهم من الثورة المباركة فثاروا ضد المفسدين وتم الاطاحة بقيادات مقربة للمخلوع وتم تطهير كثير من المفسدين في السلك العسكري واستمر الضغط الشعبي بجميع مكوناته للدفع بالعملية الثورية الى الامام
ولم يهدأ ولم يستكين فضغط على الرئيس باتخاذ قرارات عاجلة تطيح بمن تبقى من اقارب المخلوع فاستجاب الرئيس والغى الحرس الجمهوري والفرقة الاولى مدرع وطاح بنجل المخلوع احمد من قيادة الحرس الخاص واعلن هيكل جديد للجيش اليمني المتكون من سبع مناطق عسكرية .
ومازال الشعب في ثورته ومرابط بساحاته حتى يرى اهدافه تحققت جميعها عندها سيترك الساحات والاعتصامات وينطلق في ارض اليمن السعيد ة لبنائها مع جميع مكونات الشعب اليمني
مذكرات ميلاد اليمن الجديد
اخبار الساعة - جبر الضبياني