قبل ان أشرع في مقالي هذا كنت أتابع عن كثب بعد انسحاب المجاهدين الأشاوس الأبطال من منطقة القصير كيف طبَّلت ايران وباركت هي وحزب ألات هذا الانتصار بل نفخهوه فوق حجمه وكأنهم حرروا الأقصى أو ارض الجولان المحتلة ، وهذا ان دل على شئ فإنما يدل على ان معنوياتهم كانت في الحضيض فمنذ سنتين لم يحققوا حتى نصرا يذكر. أقول لكم إخواني باختصار :
الفرس تحفر قبرها بشمالها فيمينها قد شلها الابطالُ.
وأقول لنصر الات :
هل سألت الشمس عنا والقمر يوم حررنا من الرق البشر
ولوينا رأس كسرى في الوغى ونصبنا العدل في دار عمر .
وأقول للرئيس الروسي:
اقرأ التاريخ إذ فيه العبر ضل قوم ليس يدرون الخبر .
من الذي دمر الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو ورماه في مزبلة التاريخ بعد الله إلا هؤلاء الأسود المجاهدين .
من الذي مرَّغ وجه الإتحاد السوفيتي في التراب وجعله أثرا بعد عين وجعله يجر أذيال الهزيمة هناك على ارض الأفغان بعد الله إلا هؤلاء الأسود الأبطال .
وكان الرئيس الروسي لم يتعظ مما حصل لهم هناك على ارض الأفغان فجاء اليوم يكرر خطأ الأمس وما أشبه الليلة بالبارحة .
نعم تكالب الأعداء وتجمع الأحزاب يريدون ان يرجعوا عجلة التاريخ الى الوراء ولكن العجلة ستسحقهم وتدوس على رؤوسهم وتمضي الى الإمام .
نعم يفخرون بسقوط القصير وزعيم حزب الشيطان يعلم جيدا ان السباع والوحوش قد شبعت من جثث كلابه الملقاة على شوارع القصير ومداخلها . بل ويعلم جيدا ان المجاهدين انسحبوا منها انسحاب تكتيكي اذهلهم وفق قواعد وقواميس حرب العصابات المدروسة جيدا . بل يعلم جيدا ان الحرب سجال وخدعة وان الدنيا دُوَل .
قد يقول البعض انت تقول ان الجمع سيهزم من باب العاطفة وحبك لأمتك وكرها في الرافضة المجوسية . أقول لا إنما من منطلق ديني عقائدي لا استطيع ان أحصرها في هذا المقام لانه لن يتسع للذكر وسيطول بنا الحديث ولكني اختصر وابدأ بقول الله جل وعلا ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الأرض يرثها عبادي الصالحون، ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين) سورة الأنبياء .
ويقول ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ، إنهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون) سورة الصافات. ويقول (انا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد) ويقول ( يريدون ان يطفئوا نور الله بأيديهم ويأبى الله إلا ان يتم نوره) سورة التوبة .
ويقول محمد عليه الصلاة والسلام ( ليبلغنَّ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار ولا يدع الله بيت وبر ولا مدر إلا ادخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل) والله ما ينطق عن الهواء ان هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى .
وأخيرا أكرر وأقول بقول الله عز وجل ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ، بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر)