أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

تطورات في المشهد السوري

- عباس عواد موسى
تطورات في المشهد السوري
للمحلل المقدوني : ديميتار تشوليف
ترجمة : عباس عواد موسى
 
إتفق الكبار على حلّ سياسي للأزمة السورية , فلا ضربة عسكرية لقوات نظام بشار .فقد ظل لورينس فابيوس وزير الخارجية الفرنسي الأخير في جهوده وجولاته كي يقنع العالم بضرورة معاقبة النظام السوري على استخدامه للأسلحة الكيماوية في حربه ضد شعبه . ولعله يجهد لإقناع الروس باتباع سيناريوهاتٍ تمت في عدد من البلدان الإفريقية .
سنحت لي الفرصة أن ألتقي مع عشرات الصحفيين من بلدان أمريكا اللاتينية صيف عام 2007 في شمال قبرص . وكان حديثهم ينتقد الإمبريالية التي تتجاهل الظلم الذي يحيق بالشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية كمثال على ما يجري كذلك في الدول الإفريقية حيث إن حكام هذه الدول لا يفعلون إلا ما تأمرهم به القوى الغربية والخارجية متجاهلة أن هناك حضارات أقدم من كولومبوس وبرانكو بولو وعرفت القواعد والأعراف والقوانين أكثر من حضارتنا المعاصرة .
فاجتماع كيري - لافروف انتهى في جنيف فارغاً . مما أعاد إلى أذهاننا سر صمود النظام السوري وعدم سقوطه حتى اللحظة . وكأن هناك أمراً خفياً في هذه الدولة التي لها حدود مع تركيا وإسرائيل ولبنان والأردن  . وبقي الغموض يسود ملف الربيع العربي بعد وصوله إليها . وهنا , علينا أن نقر بحقيقة الحرب الطائفية في هذا البلد كي نفسر سبب سقوط هذا الكمّ الهائل من الضحايا ومن الدمار الذي حلّ هناك .
ومن هنا , أصبح ممثلوا المعارضة مجندين لأوامر الحلّ الذي كان ينبغي أن يسير كما جرى في تونس , مصر وليبيا حينما أسقطت الشعوب بن علي , مبارك والقذافي ( ألدكتاتوريون المنتخبون على الدوام ) ونتذكر دور شبكات التواصل الإجتماعي على الفيسبوك بدءاً من قصة بائع البسطة في تونس وحتى هذه اللحظة التي تجري فيها تداعيات السقوط فبقايا الأنظمة تأبى الزوال والإضمحلال .
تطورات في المشهد السوري
إن اتفاق جنيف , أعادنا إلى الأزمة الكوبية . فليس بالضرورة أن يفنى العشب عندما تتقاتل الفيلة . وهنا , أقنع الروس الأمريكيين وكذلك العكس أن أية مواجهة عسكرية قد تقود العالم بأسره إلى حرب كبرى . فاتف الطرفان على أن تكون سوريا ذلك الخط الفاصل لهما ذو علامة حمراء رقيقة وحذار من كسرها من أيٍّ كان .
وهكذا انتهى اجتماعهما إلى منح النظام فرصة البرهنة على السلاح الكيماوي وتسليمه للتخلص منه ومن ثم فإن عليه الإعلان عن إجراء انتخابات عامة وديموقراطية .
وفيما الرئيس بوتين  أظهر أن موسكو اليوم غير موسكو السوفييتية وأن الصين تساندها . ويجب أن تكون كلمتها مسموعة .
فإن باراك أوباما أقسم أن تلاميذ المدارس الثانوية الأمريكيين سيلتقون نظرائهم السوريين لوضع مستقب أفضل ليثبت أنه رجل سلام حاز على نوبل بجدارة .
ألبرلمان البريطاني فاجأ الأمريكيين بأنه ضد الضربة العسكرية فالحروب الثلاث التي جرت في العقد الأخير قادت الشعوب من التعب إلى الهلاك . كما وفاجأنا الرئيس الفرنسي الإشتراكي - وعلى عكس التوقع - بموقفه المساند للضربة العسكرية .
تطورات في المشهد السوري , فيها الرابح والخاسر لن يكون مفرداً . وفي التحالف سيلعب الجميع بالتساوي لنتبين لاحقاً أن الكل يجري خلف أهدافه ومصالحه .
فوضى الشرق الأوسط من إيران وحتى إسرائيل ومن سوريا وحتى تونس تنتظر شرارة , وعلى عكس التوقعات , قد تؤجج نيراناً قادمة .
 
المصدر : عباس عواد موسى

Total time: 0.519