من باب حسن النية اليمنية منحت موانئ دبي العالمية فرصة تشغيل وادارة المنطقة الحرة بعدن الا انها لم تفعل شئ بمثل ما فعلته من تطوير وتأهيل ميناء جيبوتي الذي يقع تحت ادارتهاهذا ما جعل المواطن اليمني البسيط قبل المسؤول يسأل لماذا لم تفعل دبي ذات الشئ في عدن. ومع مرور السنوات اتضح ان موانئ دبي ليس لديها النية لتطوير ميناء عدن جاعلة الامور على ما هي عليه قبل استلامه .
وكنت ولازلت اعتقد ان افضل من يستطيع ادارة وتشغيل المنطقة الحرة هم الصينيون وليس غيرهم فهم اثبتوا انهم جادون في عملهم لا ينظروا للامور الصغيرة الواهية الخوف من منافسة عدن لشنغهاي او كانتون سيقدموا عملا ناجحا مشتركا الفائدة فيه للجميع الصين واليمن والعالم.
لم يفكر احد بما كان يفكر فيه الاشقاء في دبي من ان عدن ستسحب البساط من دبي .مع ان المنافسة مشروعة في كل المجالات .
فقد كان هنالك من يضع مقارنة ظالمة بين عدن ودبي والفرق واضح كوضوح الشمس ,ولا مجال أبدا للمقارنة بين عدن اليمنية ودبي الإماراتية .
وكان من الغباء طرح تلك المقارنة بين مدينة عريقة تحتفظ وتتحدث بتاريخها فقط وبكثرة, ومدينة معاصرة جعلت العالم كله يتحدث عنها.
فعدن كتاريخ تجاري قديم هو كل مايذكره أبناء اليمن عن مدينة عدن وعن الواقع المعاصر والجديد الذي ستحققه عدن بشيء من التفاني في العمل والإخلاص و بعد مرور أكثر من عقدين على إعلان عدن كمنطقة تجارية حرة (1995) كانت هذه المدة كفيلة بوضع أفضل مما هو عليه اليوم والناظر من قريب لايدري بأنها قادرة في ظل الوضعية الحالية على مزاحمة المناطق الحرة الجديدة في الجوار . من حق عدن الحلم باستعادة مكانتها السابقة كاحد اهم موانئ العالم والمراكز التجارية في العالم .والأمر بحاجة لبضع سنين لربما تحققت المعادلة ونرى عدنا عدن.
فعلى سبيل المثال نرى إن دبي في العشر سنوات الأولى من انطلاقتها كان ميناؤها يستقبل أعدادا اكبر من السفن التي تصل عدن اليوم,وكان في دبي احد أضخم مطارات العالم حينها يستقبل عشرات الطائرات من شتى أنحاء المعمورة ,بيد لن مطار عدن الدولي الشهير لايستقبل أي طائرات ما عدا بعض رحلات اليمنية القليلة.
كما إن دبي أسس بها مشاريع تنموية ضخمة في العقارات والمباني الشاهقة والفخمة والفنادق الكبيرة والصناعات المتميزة , بينما عدن إلى هذا اليوم لاوجود لمباني وفنادق وصناعات تضاهي ما في دبي العالمية, كل هذا في العشر سنوات الأولى فقط فما بالكم بدبي اليوم التي تشهد وتحفل بمشاريع بمعدل يومي .
الكل ينظر لعدن كمنطقة استثمار استراتيجية فالاخوة في قطر لديهم النية بادارة وتشغيل المنطقة الحرة كما ان لتركيا اجندة اخرى للفوز بعدن ولن ننسى بريطانيا التي ترغب منذ مدة ان تعود عدن لاحضانها من باب الاستثمارفما ان سمعت عن زيارة فخامة الرئيس عبدربه منصور للصين حتى بادرت بارسال وفد لمدينة عدن.
وحتى دبي نفسها لازالت تمني النفس بعد فشلها في الادارة السابقة للمنطقة الحرة اعينها على عدن فقد سعت بكل قوتها للفوز بالمناقصة السابقةالمشبوهة ولازال لديها الامل في عودةعدن ولكن الصينوين لديهم رغبة جامحة وقوية لادارة وتشغيل المنطقة الحرة ومستعدة تقديم كل المغريات للحكومةاليمنية من مشاريع ومساعدات تنموية في شتى المجالات ....الخ