أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

عدن الماضي ودبي الحاضر

- خالد احمد واكد

هنالك من يضع مقارنة ظالمة بين عدن ودبي والفرق بين المدينتين واضح كوضوح الشمس ,ولا مجال أبدا للمقارنة بين عدن اليمنية ودبي الإماراتية .
ومن الغباء طرح مقارنة بين مدينة عريقة تحتفظ تتحدث بتاريخها فقط وبكثرة, ومدينة معاصرة جعلت العالم كله يتحدث عنها.
ولا سبيل لأي مدينة عربية الوصول لما وصلت إليه دبي"لؤلؤة الخليج"من انجازات هائلة وضخمة ودبي بتاريخها الحديث الذي بدا مع مطلع السبعينيات استطاعت خلال ثلاث عقود أن تضع مكانتها بين أهم المدن التجارية والصناعية والتقنية في العالم.
 وذلك لحرص مسؤؤليها على ذلك ولازالت الانجازات تتوالى على دبي كل يوم.
بينما عدن كتاريخ تجاري قديم هو كل مايذكره أبناء اليمن عن مدينة عدن عن الواقع المعاصر والجديد الذي ستحققه عدن بشيء من التفاني في العمل والإخلاص واليوم بعد مرور أكثر من عقدين على إعلان عدن كمنطقة تجارية حرة كانت هذه المدة كفيلة بوضع أفضل مما هو عليه اليوم والناظر من قريب لايدري بأنها قادرة في ظل الوضعية الحالية على مزاحمة المناطق الحرة الجديدة في الجوار ولابد أن ينسى أبناء اليمن ولو لفترة هذا الحلم اليمني .
 والأمر بحاجة لعشرات السنين لربما تحققت المعادلة ونرى عدنا عدنا.
وعلى سبيل المثال نرى إن دبي في العشر سنوات الأولى من انطلاقتها كان ميناؤها يستقبل أعدادا اكبر من السفن التي تصل عدن اليوم,وكان في دبي احد أضخم مطارات العالم حينها يستقبل عشرات الطائرات من شتى أنحاء المعمورة ,بيد لن مطار عدن الدولي الشهير لايستقبل أي طائرات ما عدا بعض رحلات اليمنية القليلة.
 كما إن دبي أسس بها مشاريع تنموية ضخمة في العقارات والمباني الشاهقة والفخمة والفنادق الكبيرة والصناعات المتميزة , بينما عدن إلى هذا اليوم لاوجود لمباني وفنادق وصناعات تضاهي ما في دبي العالمية, كل هذا في العشر سنوات الأولى فقط فما بالكم بدبي اليوم التي تشهد وتحفل بمشاريع بمعدل يومي .
حتى من باب حسن النية اليمنية منحت موانئ دبي العالمية فرصة تشغيل وادارة المنطقة الحرة بعدن الا انها لم تفعل شئ بمثل ما فعلته من تطوير وتأهيل ميناء جيبوتي الذي يقع تحت ادارتهاهذا ما جعل المواطن اليمني البسيط  قبل المسؤول يسأل لماذا لم تفعل دبي ذات الشئ في عدن. ومع مرور السنوات اتضح ان موانئ دبي ليس لديها النية لتطوير ميناء عدن جاعلة الامور على ما هي عليه قبل استلامه .
وربما افضل من يستطيع ادارة وتشغيل المنطقة الحرة هم االصينيون وليس غيرهم فهم اثبتوا انهم جادون في عملهم لا ينظروا للامور الصغيرة الواهية الخوف من منافسة عدن لشنغهاي او كانتون سيقدموا عملا ناجحا مشتركا الفائدة فيه للجميع الصين واليمن والعالم.
لم يفكر احد بما كان يفكر فيه الاشقاء في دبي ان عدن ستسحب البساط من دبي .مع ان المنافسة مشروعة في كل المجالات .
كما انه من حق عدن الحلم  باستعادة مكانتها السابقة كاحد اهم موانئ العالم والمراكز التجارية في العالم .
 

Total time: 0.063