يتطلع كثير من فئات الشعب أن تنجلي هذه الأزمة ويخرج اليمن معافي .
هذه الروح هي الدافع الأساسي لشباب اليمن قاطبة ، دون تمييز أو حصر أو إقصاء .
فالجميع يحرص أن يري اليمن ينعم بالاستقرار والسكينة ويحلم أن يري بلاده تتقدم بخطوات ملموسة إلي الأمام .
ترتقي إلي مكانة عالية وتتبؤ اعلي الدرجات في المحافل الدولية ، ليس اقل من تلك الدول التي نفضت الغبار عن كاهلها ، وعملت من اجل بناء قاعدة اقتصادية وتحررت من العبودية والتبعية ، وكونت وجه مشرق .
فاليمن الجديد قادم لا محالة والتغيير وارد ، وسوف تتحقق رغبات الشباب ومطالبهم الأساسية المشروعة بالمطلق .
إن اجتياز هذه المرحلة بأقل الخسائر الممكنة ، يتطلب بذل جهد كبير وجبار ، وإخلاص من الجميع في العمل بروح المواطنة الكاملة .
إذ علي الجميع أن يحرص علي تقديم مصلحة اليمن أولا وقبل كل شي ، وعلينا أن ننبذ العنف وننتهج سلوكا حضاريا ، يجنب بلادنا الانفلات الأمني والانزلاق في نفق المجهول لا سمح الله ، الأمر الذي سيؤدي إلي ضياع كل المكتسبات التي تحققت خلال مرحلة صمود وكفاح وتضحيات شعبنا الأبي، ومنها الديمقراطية والوحدة المباركة .
فحماية ديمقراطيتنا الوليدة يتطلب التضحية المطلقة ، والبعد عن المماحكات السياسية الغير مجدية ، وتغليب رغبات ومتطلبات شباب اليمن الأحرار أولا علي كل الشعارات والأجندات .
فالشباب اليوم يمثلون الأمة وهم نبض الشارع اليمني بكل تأكيد ، وهم قادة العمل في المرحلة المقبلة بكل تأكيد ، وعليهم تقع مسئولية بناء الدولة اليمنية الحديثة .
الدولة المدنية الحديثة سوف تشيد علي سواعدهم، يبذلون الجهد ويقدمون أرواحهم فداء للوطن الغالي ، ويتوجب علينا دعمهم في هذه المرحلة بهدف ترجمة هذه الأماني إلي واقع ملموس .
فالقيادة الرشيدة ترعي شؤونهم بالتأكيد وتعمل علي تحقيق الأهداف السامية التي أخرجتهم في هذه التظاهرة الكبيرة التي تشهدها ساحات بلادنا ، وتتمثل في مكافحة الفساد الذي ينخر الاقتصاد ويعطل مسيرة العمل والعطاء والبناء والتشييد وتطبيق المعايير الأساسية في التحديث والنهضة والارتقاء ، ودمقرطة مؤسسات الدولة .
فالفساد يعطل مسيرة العمل الوطني وتبدد ثروات البلاد ، ومن خلاله تستشري الرشوة التي بدورها تعرقل تطبيق القوانين التي هي أساس الحكم الرشيد .
فمحاربة الفساد والمفسدين واجب وطني ، والتعاون مع الأجهزة المعنية يأتي في أولوية هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها بلادنا ، وهي رغبة المجتمع كله دون استثناء، وترعاها القيادة الرشيدة بالتأكيد .
هذا الإجماع علي محاربة الفساد والمفسدين لم يتأتى من فراغ إلا بعد أن اكتوي شعبنا من هذا المرض اللعين الذي جاء لمصلحة فئة صغيرة بعينها ، فئة طفيلية انتفعت من هذا المرض المستشري وجمعت الأموال بشكل غير قانوني من خلال التحايل والتزوير والتهرب من الوفاء بما يتوجب عليها قانونا .
وعطلت مسيرة الدولة في البناء والتحديث وبناء الدولة العصرية ، والانتقال إلي المرحلة التي كادنا أن نصل إليها وكانت طموح ومطامع كثير من شباب هذه الأمة .
فتوحد الرؤي لدي الكثير من شرائح هذا المجتمع تجاه محاربة الفساد ومقارعة المفسدين ، واعتبار ذلك واجب وطني يتبؤ المكانة الأولوية ، ويأخذ اسبقية الطرح لم يتأتي من فراغ إلا بعد أن بلغ هذا الأمر مبلغه واضحي مطلبا شعبيا ، لابد من القيام به ، وفورا دون تأخير .
فالمتهرب عن دفع الضريبة التي يتوجب عليه القيام بها ، يعد مواطنا غير صالح يجب تطبيق القانون عليه دون هوادة أو رحمة .
والمتهرب من سداد الرسوم الجمركية للبضائع التي يقوم استيرادها يعد عملا جبانا وخيانة لأمال وطموح كثير من فئات الشعب ، الذين يحلمون أن تأخذ التنمية مجراها .
فالدولة تقوم بوضع خطط التنمية وفقا للتدفقات المالية المتوقع تحصيلها كرسوم جمركية وضريبية وواجبات زكوية وغيرها من الموارد الأساسية .
وعند تعطيل بند أساسي من هذه البنود بالتأكيد يعرقل مسيرة الدولة التحديثية والتنموية .
وعليه نؤكد إن روح الانتماء إلي جسد اليمن الجديد يتطلب أن تتوفر فيه شروط المواطنة الكاملة التي تتجسد في خلوه من الفساد والرجعية والتخلف والتآمر والخيانة والرشوة والتزوير والتحالف مع القوي المتمردة والمعادية لمصالح الدولة والمواطن .
ويجب أن تتوافر في هذا الجسد وبشكل كامل الأمانة والانتماء والولاء والإخلاص والشجاعة والمثابرة والعمل الجاد والتضحية المطلقة .
لقد كانت لي زيارة والالتقاء بمجموعة من الشباب في ساحة الجامعة -ساحةالتغيير يوم امس وشاهدت التظاهرة ، ولمست من خلال حديثي مع مجموعة من الشباب ان لديهم رغبة في التغيير ويتطلعون إلي محاربة الفساد الذي يعد لديهم من انه المعرقل الرئيسي للتنمية في بلادنا ، هذه الرغبة الجامحة التي رأيتها في ملامح ووجوه كثير من الشباب ، جعلتني أن أتحمس وان أضع هذه الكلمات كما وعدتهم علي طاولة المسئولين الشرفاء الذين يعملون بأمانة تحت مظلة القيادة الرشيدة وتوجيهات الأخ رئيس الجمهورية.
فالنعمل إلي بناء الدولة الحديثة الدولة المدنية الدولة العصرية الدولة الديمقراطية .
دولة يعمل فيها الشباب وينعم من خيراتها .