في كلمة الرئيس صالح يوم الجمعة الماضية امام الحشود المؤيدة له خاطب شباب التغيير عن الاختلاط وانه حرام.
كلمة الرئيس صارت فجرت قضية الأسبوع .. اذ لم يعهد على الرئيس ان تكلم بقضايا مثل تلك من قبل ابدا .. والمؤتمر الشعبي العام كحزب لم يتطرق الى تلك المسألة من قبل .. ومسألة الاختلاط عندهم قضية عادية وسبق ان نادوا بها من قبل.
لكن الرئيس صالح بكلماته تلك حقا لقد فجر قضية الأسبوع .. قامت الدنيا ولم تقعد .. شباب التغيير صاحوا جميعا بفئاتهم المختلفة صاحوا وصرخوا .. شابات التغيير ايضا كذالك .. نظمن المسيرات .. اصدرن البيانات التنديدية .. اتهموا الرئيس صالح بأنه انتهك عرضهن .. وقذفهن بكلام جارح... تحركن الى مكتب النائب العام لرفع قضية ضده.
حريتهن الزائدة لقد اثارت عضب جنود الفرقة اولى مدرع .. وأفراد اللجنة التنطيمية الذين اعتدوا عليهن واحتجزوهن في جامعه العلوم.
أحاول في هذا المقال ان اناقش هذه القضية من عدة نواحي:
أولا: اذا كان الرئيس بكلامه عن الاختلاط قد قذفهن وأساء اليهن كما يدعون .. فلماذا لم تكون دعوات حزب الإصلاح من قبل كذلك .. لقد سبق ان نادوا بحرمة الاختلاط .. وانهم يسعون الى فصل البنين عن البنات في المدارس بحجة حرمة الاختلاط .. والتزموا بذلك في مدارسهم .. فلماذا اعتبروا كلام الرئيس عن الاختلاط قذفا؟؟
ثالثا: تمادى أصحاب النفوس الضعيفة .. من الشقين المعارضة والحاكم الى كشف المستور .. وفضح ما ستر الله وإنزال الصور والفيديوهات على مواقع الانترنت تثبت حالة الإختلاط لكل طرف ليفضح كل طرف الآخر .. (لا أحب ان اتكلم عن ذلك شرعا لان حرمة الإختلاط معروفة وأتحدى من ينكر ذلك) ولكني اتكلم من منطق الشهامة والقبيلة لدى اليمنيين .. من منطق الحكمة اليمانية .. لماذا كشفتم المستور .. وفضحتم حالكم امام العرب رغم انهم ما فتئوا يفخروا بحكمتنا .. والتزامنا بزينا وأخلاقنا الإسلامية والعربية.
الرسول عليه الصلاة والسلام يقول ( ليس الشديد بالصرعة .. ولكن الشديد الذي يمسك نفسه عند الغضب) لكننا نجد أن كل طرف غضب على الآخر وما توانى عن فضح حرماته وكشف مستوره.
ثانيا: لماذا تفجر كل هذه الضجة عن قضية معروف حكمها شرعاً .. والغريب اننا لم نجد من الاصلاح او شباب التغيير من يتكلم عن هذه القضية شرعا ابدا .. بل لقد قامت مواقع الحكومة بتناولها شرعا بالآيات والأحاديث لإثبات حرمة الاختلاط .. بينما حزب الأصلاح والمتغني دائما باسم الدين لم نجد منه كذلك .. بل عدوه قذفا .. وطالبوا النساء بأن يتحركن أن يرفعن عليه قضية.
ثالثا: هل كلام الرئيس على عبد الله صالح عن الاختلاط يعد انتهاكا صارخا لحرمة شابات التغيير .. او قذف لهن؟؟
رغم اني لم اتابع خطاب الرئيس .. إلا انني سعيتُ جاهدا الى الحصول على تسجيل لخطابه ومتابعة خطابه في نشرة قناة اليمن من اجل ان أتأكد حقا من ان الرئيس قد قذفهن كما يدعون .. لكن لم اجد ما يثبت ذلك .. وجدته فقط ينبه الشباب الى ان الاختلاط حرام لا غير .. لا قذف ولا هم يحزنون.. ولطالما نادى به حزب الإصلاح من قبل كونهم يزعمون انهم ا لحزب الإسلامي الوحيد على الساحة.
إن المتابع لأحداث الساحة اليمنية هذه الأيام يجد العجب العجيب .. يجد تحولات وتقلبات في الساحة .. وكأننا نتأثر بعوامل التعرية .. وتقلبات الزمان .. المؤتمر الحاكم من نادى بالحرية والاختلاط .. اصبح فينا واعظا ومرشدا ونبهنا الى أخطاء حقا هي فينا .. والإصلاح المتغنى بالدين والذي أقام حزبه على أساس الدين يتقلب ايضا لكن الى الجهة المقابلة .. وكأنه لا يحق لاي حزب آخر ان يتكلم باسم الدين إلا هو .. ومن تكلم باسم الدين غيرهم قذفوه بأبشع الأوصاف .. وما برحوا يأولوا الآيات والأحاديث إلى صالحهم من أجل تبريرات أفعالهم.
ومن تقلبات الساحة نجد .. ان الطرفان يلهثون عن تصريح اجنبي وبالأخص امريكي يؤيد فعلتهم .. ويدعمهم في تحقيق حلمهم ونحن من كنا نفتخر بمخالفتنا للغرب .. وعدم اللهث ورائهم .. إلا أننا نجد ان كلمة أمريكا اصبحت هيا الفصل .. وهيا التي ترجح ميزان الأطراف في جميع الدول.
كلمتي الآخيرة أوجهها الى الشعب .. إن نساء اليمن جميعا هن نسائنا وأعراضنا ويجب علينا جميعا المحافظة على أعراضنا وعدم كشف ما ستره الله.