لسلطة والمعارضة موجودة بيننا منذ دهر والحال يوماً بعد يوم إلى الأسوأ ، وما نحن فيه من تصفية حسابات ولعب بالنار من طرفي السلطة والمعارضة ليس التغيير الذي ينشده الشباب أو العامة المغلوبين على أمرهم ... ولو لم يكن من الشباب إلا أن يتغيروا ويفيقوا الأن للمعطيات الأخيرة لكان قراراً حكيماً في وقته المناسب ويكون أيضاً رداً على ما وصموا به من المشترك الذي سرق ثورتهم السلمية ، مما أدى إلى إتهام كل شباب اليمن بأنهم عاجزون عن تحقيق سلمية وعاجزين عن إتخاذ موقف مشرف لوطنهم بعد أن كانت السلطة والمعارضة قد إستعانت بدول الجوار والدول الصديقة لكن لم تؤدي تلك الإستعانات إلا إلى خراب العلاقات الشقيقة والصديقة.
يقول ميخائيل مارغيلوف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الروسي، للصحفيين إنه لا يتوقع وصول ممثلي القوى المتشددة إلى السلطة في البلدان العربية من خلال الانتخابات البرلمانية، مشيرا إلى أن السيناريو السيئ الذي لا يريد حدوثه هو أن تندلع مواجهات دموية بين مؤيدي التيارات والحركات المختلفة في البلدان العربية على غرار ما نتج عن خلافات بين حركتي حماس وفتح الفلسطينيتين في قطاع غزة.
ونحن في اليمن إذ نبارك مصالحة الفصائل الفلسطينية إلا أننا لو قبعنا ننتظر ما سيأتي من طرفي السلطة والمعارضة فإن الشباب هم من سيكونوا كبش الفداء ، وبالتالي سيبقى الشباب خارج الساحة السياسية وسيبقون مجرد أداة للحشود ، ما لم ينظر الشباب إلى المستقبل ويبدأون من الساعة للتسلح بأدوات السياسة ، وهذا يتأتى بتنظيم أنفسهم سياسياً لتكون الكلمة لهم وليفاوضوا بأنفسهم وليبنوا بلادهم بأيديهم ، ولننظر كيف أن الأمير الشاب ويليام لم يكمل أسبوع مع عروسه حتى إلتحق بعمله وهذا درس يجب أن نستفيد منه الكثير ، ولا أعول على طرفي القوى السياسية لشرح العبرة ، وإنما الإعتماد على الشباب لأخذ هذه الدروس من بريطانيا وأخر من ترشيح / تشجيع أوباما لوائل غنيم الشاب الشعبي ليكون رئيس جمهورية مصر ! وهل سمعنا أي من طرفي الساحة يوجه الشباب بصدق نحو الساحة السياسبة بدلاً أن يستغلهم فقط مطية في ساحات الشوارع!!
إن أزمة الشباب الأن ليس أن يختاروا بين السلطة والمعارضة ولكن أن يختاروا بين الحل والحرب ! فأما الحرب الأهلية فهذه شر مستطير نعوذ بالله منه وأما إن كانت الحرب المرادة سياسياً وقانونياً وأدبياً وما فيه نهضة البلد فهذه ما يتشرف به الأوطان وبه يعم الأمن والإستقرار..
فالشباب الواعد هو من سيكون صاحب القرار وسيكون معولاً عليه لبناء بلده وكذلك لتحسين صورة البلاد خارجياً وخاصة مع أخواننا في مجلس التعاون والذي ربما تأخر إنضمامنا لهم لتأخر صوت الشباب اليمني في التعبير عن رأيهم بهذا الخصوص.
وإن التغيير الذي يسند الثورة الشبابية هو عمل سياسي يخفف الكلفة ، وإلا فإن سيناريو الأزمات سيتكرر ، على أن إبقاء الصراع السياسي اليمني محتدماً، يكشف أبعاد ومعطيات تفضيل داخلي وخارجي لسيناريو إشعال الصراع اليمني ـ اليمني ، بما يفسح المجال لآخرين لجهة الدخول والتغلغل أكثر فأكثر في اليمن والمناطق المجاورة ، إلا إذا خرج الشباب من علب الكبريت الصغيرة !!