أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

عاصفة الحزم .. إعلامية أولاً!!

- وضاح حسين المودَّع
هاهو العدوان السعودي على اليمن ينهي أسبوعه الثاني ولازال ناطقه يتحدث بأنه سيستمر لحين تحقيق أهدافه، وحتى اليوم لم يقدم المعتدون إجابة واضحة لسؤال (ماهي أهداف عدوانهم التي يبحثون عن تحقيقها؟)
 
يتكرر في وسائل إعلام قائدة العدوان العشري الحديث عن الشرعية الدستورية التي يريدون إعادتها للشعب اليمني الشقيق، يتحدثون عنها فيما هم يفتقدون للشرعية أصلاً فيما يمارسونه من عدوان على دولة عربية جاره لهم، وفيما إجراءات تنصيب مليكهم وطفلي الداخلية والدفاع مخالفة لنظام البيعة الذي قيل أنه أقر بالأجماع قبل سنين من أفراد الأسرة المالكة للجغرافيا المسماة بنفس اسم الأسرة، مملكة الملكية المطلقة لأسرة تجاهد في دولة الجيران اليمن لتحقيق أهداف مجهولة، وحده قتل اليمنيين العزل والبسطاء ماثبت أنه الهدف الذي يتحقق يومياً وبحسب إحصائية أولية يقترب عدد القتلى من ألف ليساوي عدد القتلى الذين قتلتهم إسرائيل في نفس المدة أثناء عدوانها على قطاع غزة، تعددت أسماء القتلة وتشابهت قلوبهم السوداء ،و تشابه ألم القتلى الناتج عن وحشية وبشاعة العدوان!!.
 
تتميز حرب العدوان السعودي بأنها حربٌ إعلامية بالدرجة الأولى، جندت مملكة النفط جيشاً من القنوات التلفزيونية وألوية من مرتزقة الإعلام وفيالق من العبيد على وسائل التواصل الاجتماعي كل هؤلاء هم قادة المعارك وبائعو الأوهام والطابور الخامس المثبط لعزائم البسطاء ومن يعيشون الملايين في أفيون الحرب العادلة والمحققة لأهدافها لأجل خير ونعيم اليمنيين عبر قتل ألفٍ منهم في أسبوعين بسبب دقة الضربات الجوية والصاروخية التي ستهب اليمنيين الفردوس، كما يوهم هؤلاء اليمنيين أن القادم أفضل وأن مايحدث من تدمير لبلدهم هو لأجل بناء البلد ودخوله مجلس دول النفط!!.
 
لم تشهد أي حرب في العصر الحديث حتى حروب إسرائيل كل هذا التضليل الإعلامي وشراء كل هذه الذمم التي تروج للحرب، لم يدخل السعوديون في حرب حقيقية منذ 1400 سنة هجرية ولذا فنشوتهم لاحدود لها وكيف لا والقتلى هم الجار الأكثر فقراً في العالم العربي فيما القاتل هو الأكثر ثراءً، يظهر إعلام النفط تلذذاَ واضحاً بالدماء، حتى نازحين منذ سنين يقطنون خيماً لاتغني ولاتسمن من جوع يتم قتلهم لتأكيد دقة أهداف طائرات وصواريخ النفط السعودي!!.
 
لايعلم كثيرون أن وزير الإعلام السعودي الحالي كان يشغل منصباً رفيعاً في قناة العربية قبل توليه الوزارة، رئاسة أركان المعركة إذاً هي القناة، والعدو الأول للملكة هو الإعلام والإعلاميين حتى وصلت الوقاحة للتهديد باستهداف اعلاميات لايملكن سوى صفحتي فيس بوك، وصرح ناطق العاصفة أن وسائل الإعلام ضمن الأهداف العسكرية التي قد تضرب، وصل الانحطاط لدى المعتدي للخوف من أي صوت يعارض عدوانه، وبسبب أموال النفط الأسود لم ينتقد أي أحد مثل هكذا تهديدات!!!، حتى مايسمى بالعالم المتحضر صمت أمام مثل هكذا انتهاكات لحقوق حرية الكلمة !!!
 
إن التهديدات التي يقودها إعلام عاصفة العدوان لن يضعف الأنقياء من مال النفط المدنس بل سيزيدهم قوة، وإن انتصارات الوهم التي يدعيها الإعلام النفطي ستموت على حقيقة استهداف نازحي المزرق وأطفال بني حوات ونائمي بني مطر ومحروقي يريم ومحروقي عبس وغيرهم من اليمنيين.
 
إن أكاذيب إعلام النفط لن يصدقها الأطفال الذين يفزعون يومياً في صنعاء وصعدة والحديدة وغيرها من مدن وقرى اليمن، مستقبلاً سينتج جيل يحقد على مملكة النفط ولن ينسى هؤلاء ألامهم التي يعيشونها يومياً ولن يمكن منعهم مستقبلاً من الثأر ممن قتل أباءهم وأهليهم وهم نيام وأحرق جثث أحبابهم وسبب الإعاقة الدائمة لأجساد أقاربهم.
 
إن الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان من الأطهار – فقط الأطهار-هي أن العدوان الذي يشن على اليمن تنفذه الطائرات والصواريخ وينفذه بنفس الهمجية أيضاً إعلامٌ يصرف عليه المليارات سنوياً كي يحول الحق إلى باطل والمظلوم إلى ظالم وكي يحول التدمير إلى انقاذ وكي يحول وهم شرعية شخص إلى جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد لألاف اليمنيين!!!. 
 
صبراً أيه الأحرار فمهما طال ليل إعلام النفط المدنس فإن شمس الحق ستنهي عتمته، لكم إعلام عدوانكم أيه المعتدون ولنا إعلام صمودنا

Total time: 0.0664