قال دبلوماسيون ان عددا من المؤيدين للرئيس السوري بشار الاسد اقتحموا السفارة الامريكية في دمشق يوم الاثنين وان حراسا استخدموا الذخيرة الحية لمنع مئات من اقتحام السفارة الفرنسية.
واضاف الدبلوماسيون ان المهاجمين حطموا اللوحة التي كتب عليها اسم السفارة الامريكية وحاولوا تحطيم الزجاج في احتجاج حرضت عليه محطة تلفزيونية مؤيدة للحكومة ضد زيارة قام بها سفيرا الولايات المتحدة وفرنسا لمدينة حماة مركز المظاهرات المناهضة لحكم الاسد.
وقال ساكن من حي العفيف حيث توجد السفارة الامريكية لرويترز عبر الهاتف "وصلت أربع حافلات مليئة بالشبيحة (ميليشيا علوية موالية للاسد) من طرطوس. استخدموا قطعة خشب ضخمة لدك الباب الرئيسي."
وقال دبلوماسي غربي بالعاصمة السورية "هذا تصعيد عنيف من جانب النظام. لا يمكن جلب حافلات مليئة بقطاع الطرق من الساحل الى قلب العاصمة دون موافقته."
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الفرنسية ان السلطات السورية لم تفعل شيئا لوقف الهجوم على سفارتها.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في بيان ان فرنسا "تذكر (سوريا) بانه ليس بهذه الاساليب غير المشروعة يمكن للسلطات في دمشق أن تحول الانتباه بعيدا عن المشكلة الاساسية التي تتمثل في وقف قمع الشعب السوري وبدء اصلاح ديمقراطي."
وتزعمت فرنسا محاولات لاصدار قرار من مجلس الامن التابع للامم المتحدة يندد بحملة حكومة الاسد على المحتجين. وقالت ان الرئيس السوري فقد شرعيته بسبب عدد القتلى الذين سقطوا في حملته لاخماد الاحتجاجات المطالبة بالحريات السياسية.
كما أدانت الولايات المتحدة سوريا "لرفضها" حماية السفارة الامريكية في دمشق من هجوم عنيف قالت واشنطن انه تم بتشجيع من محطة تلفزيونية مؤيدة للحكومة.
وقال متحدث باسم الوزارة في بيان "قامت محطة تلفزيون متأثرة بشدة بالسلطات السورية بالتشجيع على هذا الاحتجاج العنيف."
واضاف "ندين بشدة رفض الحكومة السورية حماية سفارتنا ونطالب بتعويضات عن الاضرار. وندعو الحكومة السورية لتنفيذ التزاماتها تجاه مواطنيها أيضا."
ولم ترد تقارير عن سقوط ضحايا في الاحتجاجات.
وتقول جماعات حقوقية ان 1400 شخص على الاقل قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة في مارس اذار ضد حكم الاسد الذي خلف والده قبل 11 عاما.
وحاول محتجون مؤيدون للاسد ايضا مهاجمة منزل السفير الامريكي في دمشق يوم الاثنين بعد مهاجمة مجمع السفارة ولكنهم أخفقوا في الدخول.
وقال مسؤول أمريكي "الشيء نفسه قد حدث.. وكان هناك حشد غاضب. ولكن الجميع بخير."
وأشار الى أن السفير روبرت فورد كان موجودا في مجمع السفارة عند مهاجمة السفارة ومقر اقامة السفير اللذين تفصل بينهما بضعة مربعات سكنية.
وقال نشطاء حقوقيون ان القوات السورية قتلت مدنيا واحدا على الاقل واصابت 20 في اطلاق نار كثيف في حمص ثالث كبرى المدن السورية وقامت بحملة مداهمات من منزل الى منزل لاعتقال معارضين مشتبه بهم في حماه.
وقال نشطاء ان الشيخ مصطفى عبد الرحمن امام مسجد في حماة التقى بالاسد يوم الاحد للمطالبة بالافراج عن ألف سجين سياسي وعرض ازالة الحواجز التي أقيمت على الطرق اذا حصل على ضمانات بعدم شن مزيد من الهجمات.
ورغم استخدام القوة لسحق الاحتجاجات دعا الاسد ايضا لحوار وطني لبحث تنفيذ اصلاحات. لكن الكثير من شخصيات المعارضة رفضت حضور المؤتمر الذي يستمر يومين بالعاصمة وقالت انه لا معنى له ما دام العنف مستمرا.
وقال ايمن عبد النور رئيس تحرير موقع (أول فور سيريا دوت كوم all4syria.com ) ومقره الخليج ان الحوار لا يمكن أن ينجح الا عندما يحترم كلا من الطرفين الاخر وينظر اليه بندية. وأضاف ان ما يجري الان ليس حوارا.
وقال فاروق الشرع نائب الرئيس السوري في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي بدأ في دمشق يوم الاحد ان السلطات ستبدأ صفحة جديدة ملمحا الى السماح بعمل احزاب سياسية اخرى غير حزب البعث الحاكم.
ومن المقرر أن يبحث الاجتماع تشريعا سيسمح بنظام تعدد الاحزاب واجراء تعديلات دستورية.
لكن محللين مستقلين قالوا ان الاصلاح سيظل حبرا على ورق ما دامت أجهزة الامن والموالين للاسد يواصلون العمل ضد المتظاهرين دون حساب.
وقال المعلق السياسي هلال خشان المقيم في لبنان ان دعوة الاسد للحوار ليست جادة وتستهدف كسب الوقت.
واضاف انه لو كان النظام جادا بشأن الاصلاح لغير اجراءاته الامنية. وتابع انه لا يمكن توقع اصلاح سياسي حقيقي من دمشق وأن النظام انما يحاول كسب الوقت.