كشفت مصادر صومالية مطلعة أن الهزيمة التي منيت بها حركة الشباب المجاهد في الصومال فرضت على مقاتلي الحركة وأنصارها من الأجانب الفرار إلى خارج الصومال، مشيرة إلى أن العشرات من الصوماليين والأجانب الذين كانوا يقاتلون إلى جانب الحركة في الصومال توجهوا إلى اليمن للانضمام إلى تنظيم القاعدة الذي يخوض معارك شرسة مع قوات الجيش، بخاصة في محافظة أبين، جنوبي البلاد .
وأكدت المصادر ل”الخليج” أن المقاتلين الأجانب على وجه الخصوص، تدفقوا بالعشرات إلى اليمن بعد الهزيمة التي منيت بها حركة الشباب المجاهد في الصومال، فيما توزع معظم المقاتلين الصوماليين إلى المناطق الريفية في الصومال، فيما فضل البعض الآخر الفرار باتجاه اليمن والانضمام إلى قوات التنظيم في أبين .
وأوضحت أن السبب الرئيس وراء هزيمة حركة الشباب المجاهد في الصومال وفرار المقاتلين إلى اليمن، هو توقف الدعم المالي الذي كانت تحصل عليه الحركة من الزعيم الليبي معمر القذافي، حيث أكدت أن القذافي كان يمنح كل مقاتل في الحركة من صوماليين وعرب وأجانب مبلغاً من المال يصل إلى مئات الدولارات شهرياً .
وكانت مصادر محلية في أبين قد أشارت إلى أن المواطنين في زنجبار شاهدوا العشرات من المسلحين الصوماليين يقاتلون إلى جانب تنظيم القاعدة ضد الجيش اليمني عند مدخل زنجبار، وهي المدينة التي يسيطر عليها التنظيم منذ ثلاثة أشهر، موضحة أن المقاتلين الصوماليين لديهم خبرة عالية في القتال كونهم يقاتلون بشراسة ضد قوات الجيش اليمني .
وكشفت المصادر عن وصول مجاميع صومالية مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة إلى مدينة زنجبار للمشاركة في المواجهات المسلحة المحتدمة التي تخوضها عناصر جماعة “أنصار الشريعة” إحدى الخلايا التابعة للقاعدة في عدد من ضواحي مديرية “زنجبار” ومنطقة “شقرة” الساحلية .
وأكد ناصر أحمد سالم الضاحي، أحد الوجاهات القبلية بمديرية “زنجبار” الموالية للقوات الحكومية في المواجهات المسلحة ضد تنظيم القاعدة في تصريح ل”الخليج” أن ما يقدر ب120 مسلحاً صومالياً من عناصر تنظيم القاعدة شوهدوا وهم يدخلون منطقة “شقرة” الساحلية التي تعد من أهم المناطق الساحلية الاستراتيجية في أبين كونها تحوي أهم منفذين يربطان أبين بمحافظتي شبوة ومأرب .
وأشار الضاحي إلى أن مسلحي القاعدة الصوماليين وفدوا إلى أبين في الغالب عبر التسلل بحراً من ميناء “شقرة” الذي تسيطر عليه بشكل نسبي مجاميع مسلح من جماعة أنصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة .
وكانت مديرية “زنجبار” قد شهدت خلال الأيام القليلة الماضية توافداَ لافتاً لمجاميع مسلحة من عناصر القاعدة من مدن مجاورة كشبوة ومأرب والجوف عبر التسلل من مناطق التماس الحدودية التي تتسم بضعف الرقابة الأمنية وانحسار لانتشار القوات الأمنية والعسكرية الحكومية وسيطرة مجاميع مسلحة قبلية مناوئة للنظام .