رئاسة الجمهورية تقع في ورطة، بعد كشف حقيقة موقع أودل
تمكن أحد الشباب من إقناع رئاسة الجمهورية ووزارة الشباب والرياضة وكاك بنك وأمانة العاصمة بدعم موقعه على الانترنت تحت مسمى ابتكار اول شبكة اجتماعية عربية بشكل غير قانوني.
حيث تسبب الجدل الحاصل في وسائل الإعلام اليمنية بحرج شديد وورطة لرئاسة الجمهورية وعدم القدرة على اتخاذ القرار المناسب حيث لم يبقى سوى أيام قليلة من فعالية مرتقبة للتدشين الثالث للموقع خلال عام.
حيث تمكن ماجد الجعماني صاحب شبكة إجتماعية من تضليل الكثير من الجهات الرسمية ووسائل الإعلام حول مشروعه شبكة أودل للتواصل الإجتماعي وحصل على مبالغ مالية ضخمة.
فقد حصل ماجد الجعماني على مبلغ 8 مليون ريال من صندوق رعاية النشء بوزارة الشباب والرياضة بشكل مخالف للقانون حيث لا يسمح القانون بدعم المشاريع التجارية والشخصية، كما تمكن من إقناع رئاسة الجمهورية من رعاية حفل التدشين لمشروعه وتحملت رئاسة الجمهورية تكاليف تصل قيمتها إلى 70 الف دولار.
بالإضافة إلى ذلك حصل على مبالغ مالية ضخمة من أمين العاصمة عبدالقادر هلال وأمين عام المجلس المحلي أمين جمعان وكاك بنك لدعم مشروعه القائم على التضليل والخداع.
وكشف متخصصون في مجال تقنية المعلومات عن قيام المذكور بتضليل الرأي العام من عدة أوجه وأولها حصوله على براءة اختراع خاصة به صادرة من منظمة (WIPO) وبالعودة إلى موقع المنظمة المذكورة لم يكن هناك أي ذكر لشبكة أودل وأتضح أنها كذبة أختلقها المذكور للحصول على مبالغ طائلة وأنه لم يحصل حتى الآن على أي مصادقة أو وثيقة من المنظمة المذكورة والا لكان قام بنشر روابط براءة الاختراع كما يدعي. ك
من منظور تقني:
مختصون في المجال التقني افادوا أن الموقع في تصميمه يعتمد على برنامج جوملا وهو برنامج مجاني متاح على شبكة الانترنت بدون أي رسوم ويمكن التأكد من ذلك عبر إستخدام إضافة (Appspector) لمتصفح جوجل كروم والتي تؤكد أن الموقع يعتمد على نظام جوملا المجاني، لكن الجعماني ما زال يصر حتى الآن على أن هذا الموقع من إبتكاره مما يعني أنه سيرفع رأس اليمن عالياً وساعده هذا الإدعاء والتلفيق في كسب تعاطف الجهات الرسمية والإعلامية التي تجهل أبسط الأمور الفنية والحصول على مبالغ طائلة من خزينة الدولة.
فاعتبر الكثير من التقنيين ان اودل يعتمد في برمجة على (نظام إدارة محتوى) مجاني يتبع شكرة jomsocail.com وهو مشتق من نظام إدارة المحتوي المجاني والشهير جوملا (Joomala)، حيث يوفر JomSocial خدمة إنشاء مواقع تواصل اجتماعي وإدارتها لأي شخص حسب اسعار وروسوم محددة، وكل ما عليك فعله الاشتراك بالخدمة التي تعطيك موقعاً جاهزا، ومن ثم تقوم أنت بتغيير اللغة والألوان وطريقة العرض إذا حبيت بشكل بسيط وجاهز، ولا يتطلب ذلك تطوير أو برمجة فالشبكة جاهزة ومعدة مسبقاً بكل تعقيداتها.
وهنا لا يوجد تطوير أو بناء فأنت تستأجر ما اعده غيرك بعد ان تضيف لمساتك الجمالية عليه.
واعتبر الكثير من الفنيين ان التغطية الإعلامية حول أودل مارست سياسة التضليل لكل "اختراع عربي" دون التأكد من حقيقة الخبر ووضعه في حجمه الطبيعي، بينما في الحقيقة لا يوجد أي تطوير أو اختراع أو اكتشاف، أو أبداع أو عبقرية كما وصفها بعضهم.
ومن خلال أغلب ما ذكر يتضح ان المشروع صمم اصلاً لجلب الأموال من الجهات الرسمية وغير الرسمية وممارسة النصب بشكل علني عن طريق الإستعطاف والإدعاء أن هذا المشروع ينافس موقع الفيس بوك العالمي وأنه سيحطمه وأن موقع الفيس بوك يقوم بمحاربة أودل.
ويضيف الجعماني أنه حاصل على العديد من الجوائز وأنه شارك في مسابقات عالمية وهذا ما يثير التساؤلات حول مصداقية مشاركته في تلك المسابقات ولماذا لم يعلن عنها ولم يذكرها بالأسم والمكان والزمان. م
وقع أودل كما كشف مختصون أنه لا يحتوي على أكثر من 81921 عضو حتى لحظة كتابة التقرير وهو رقم يدل على أن الجعماني مارس التضليل والخداع والكذب بشكل عام حيث أعلن في مقابلة له في شهر فبراير مع احدى الصحف العربية أنه حصل على نصف مليون مشترك خلال أقل من شهر من إطلاق الموقع مما يعني أنه من المفترض ان يكون الموقع قد حصل حالياً على ملايين الأعضاء لكن الرقم المذكور يدل على أن الكذب والتضليل كان السائد.
وأغلب الأعضاء في موقع أودل أعضاء وهميون تم إنشاءهم عبر برنامج ينتج أعضاء وهميين في الموقع بهدف زيادة الرقم، أو سحب بياناتهم من الفيس بوك
وقام متخصصون بعملية دراسة على عينة عشوائية بلغت 120 عضو من أعضاء الموقع وأتضح أن حساباتهم وهمية وأنه لا يوجد لديهم أي نشاط وأن أقل من 1% فقط لديهم نشاط على الموقع لكنه نشاط قديم يعود لأكثر من 3 أشهر ماضية، مما يؤكد وهمية الأعضاء أو أنهم قاموا بالتسجيل للتجربة فقط وهجروا حساباتهم.
يشار إلى ان مواقع منتديات يمنية قديمة حصلت في سنوات سابقة على مئات الآلاف من الأعضاء رغم قلة انتشار الأنترنت وندرة استخدامه في ذلك الوقت.
ويحتوي موقع أودل الذي يتم تدشينه للمرة الثالثة خلال عام واحد على عدد كبير من الأخطاء الفنية أهمها العد التنازلي لتوقيت إطلاق الموقع حيث ان العد التنازلي خطأ مما يدل على ضعف الموقع وضعف إمكانياته ومؤشر على أن هذا الحدث ليس بحجم العالم كما أطلق عليه منظموه وليس بحجم أبسط موقع الكتروني.
كما يعرض الموقع بيانات المشتركين للخطر فرغم انه مغلق في الوقت الحالي لكن يمكن الإطلاع من خلاله على جميع الصور والمنشورات في الموقع الخاصة بالأعضاء.
وكان الجعماني قد تمكن في البداية من خداع مراسلي صحف ووسائل إعلام عربية وعالمية بهدف الترويج لمشروعه وكسب تعاطف الرأي العام المحلي وبالتالي مساعدته في الحصول على المبالغ الضخمة التي حصل عليها بطرق غير مشروعة.