نزار هائل سلام (17 سنة) في الصف الثالث ثانوي،غصن يافع، مفعما بالحياة والحيوية والمحبة والأمل.
عصر الأربعاء الموافق11/5/2011 خرج نزار في مسيرة سلمية في أمانة العاصمة صنعاء، وكرفاقه لم يكن يحمل سوى الحلم بوطن جميل. حوصرت المسيرة في شارع الزراعة أمام بنك الدم و أمطرت بوابل متواصل من الرصاص الحي و من رشاشات ثقيلة من عدة جهات، ومن احد منازل الحي أطلق قناص محترف رصاصة اخترقت قلب نزار فسقط في الحال.
رصاصة غادرة قطفت زهرة القلب وأطفأت ضوء العيون.
ورغم كل الأسى و الأحزان و الآلام والجراح الغائرة في الروح والتي سنحتاج أنا وأسرتي سنينا طويلة لنبرأ منها، إلا أننا نحتسب نزار شهيدا عندا لله ونسأله تعالى أن يتقبله منا.
ومن اجل وطن آمن ومزدهر، تسوده المحبة والعدالة والتسامح والمساواة بين جميع أبنائه وبرغم ما بنا من الم وأسى لفقدان ابننا العزيز فإننا نسامح القاتل، أو ذلك القناص الذي أطلق الرصاصة القاتلة التي اخترقت قلب نزار الغض والذي ندعو الله أن يغفر له ويعفو عنه ولأنني أدرك انه يعاني الآن من اكتئاب ما بعد القتل فأنني أدعو الله أن ينزل سكينته عليه وان يغمر قلبه بالأمن والطمأنينة والسلام وان يهديه إلى إنفاق ما تبقى من عمره المديد بالعمل في ما ينفع الناس.
وهذه دعوة أوجهها إلى كل الناس في وطني وبخاصة إلى ذوي الشهداء والجرحى والى أولئك الذين لا زالوا حول علي صالح. هي دعوة للتسامح ولرفض العنف الذي يسعى علي صالح جاهدا إلى إغراق البلد فيه، حفاظا على مجد شخصي، واسري على حساب البلد وأهله. وليعلم الجميع أننا بهذا، وبهذا فقط، نستطيع كسر حلقة العنف و إنقاذ البلاد.
لتبقَ ثورتنا نبيلة بريئة من الشرور لا نريد أن تستهلكنا الأحقاد أو تستنزفنا النقمة. إن معركتنا ضد القهر والاستبداد والفساد وكل الأدواء والانحرافات التي حكمت حياتنا طويلا وأنتجت هذا الواقع الملبد بالسواد والملطخ بالآثام.
إن انتصار ثورتنا مرهون بانتصارنا الأخلاقي وقدرتنا على كبح ولجم الغرائز الحيوانية التي يراهن النظام على إحيائها بمختلف الطرق والوسائل.
لا أقل من أن نضحي بأحزاننا الشخصية إزاء شهداء ضحوا بأرواحهم من اجل الوطن.
طوبى لمن عفى، طوبى لمن أصلح.
المجد للشهداء. النصر لثورة الشعب السلمية.
وليحفظ الله اليمن.
والله من وراء القصد.